"الإيمان" و"القدر" و"الرؤية" و"الأسماء والصفات و"الاعتقاد". وكتابه "الجامع المصنف في شعب الإيمان" يختص بمباحث هذا العلم. وكان منهج البيهقي في كتبه هو ما جرى عليه أصحاب الحديث من إثبات الحق بنصوص من القرآن والسنة. ولم يلجأ إلى دلائل العقل والمنطق إلا للرد على معارضي السنة.
وقد وصفه كثير من المؤرخين بالأصولي (^١)، وهذه الكلمة -كما قال أبو سعد السمعاني (^٢) - تطلق على من اختص بالأصول وهي علم الكلام. وعدّه شيخ الإسلام ابن تيمية من فضلاء الأشعرية الذين يمشون على السنة. وقد تخرج البيهقي على أساتذة متخصصين ممن لهم اليد الطولى في هذا العلم والذين اعترف بنبوغهم ومهارتهم العلماء من عصرهم ومن بعدهم.
وفي مقدمة هؤلاء:
١ - أبو إسحاق الإسفراييني (^٣)، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران (م ٤١٨ هـ).
المتكلم، الأصولي الشافعي، كان يلقب بركن الدين. أحد العلماء المجتهدين في عصره، وأوحد زمانه في علم الكلام. أخذ عامة علماء نيسابور الكلام والأصول عنه. وكان ثقة ثبتا في الحديث انتخب عليه الحاكم عشرة أجزاء وذكره في "تاريخه" لجلالته ووصفه بالأصولي، الفقيه، المتكلم.
تقدم ونبغ في هذه العلوم، أقر له بالتقدم والفضل أهلُ العراق وخراسان.