ووقعوا في شراكهم وحبائلهم. ولذلك لم يكن شيعة عليّ الأولى يطعنون في أصحاب محمد ﷺ ولا يسبونهم ولا يشتمونهم سواء نازعوا عليًّا في خلافته أو حاربوه في مطالبة القصاص للإمام المظلوم عثمان بن عفان ﵁ بل أكثر من ذلك كانوا يقدمون أبا بكر وعمر على عليّ ﵁ كما نقل شيخ الإسلام ابن تيمية:
"كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليًّا أو كانوا في ذلك الزمان لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر" (١) "
ثم نقل عن واحد من الشيعة الأولى شريك بن عبد الله أنه سأله سائل:
"أيها أفضل؟. أبو بكر أم علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: تقول هذا وأنت شيعي؟ فقال له: نعم، من لم يقل هذا فليس شيعيًّا، والله لقد رقي هذه الأعواد عليّ، فقال: ألا خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، فكيف نردّ قوله وكيف نكذبه؟. والله ما كان كذابًا" (٢) ".
ثم يقول:
"وكيف لا تقدم الشيعة الأولى أبا بكر وعمر وقد تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، وقد روي هذا عنه من طرق كثيرة قيل إنها تبلغ ثمانين طريقًا" [منهاج السنة لابن تيمية: ج١ ص٣ - ٤].
وكذلك كان أولاد علي وأهل بيته وكانوا على نفس هذا
(١) - منهاج السنة لابن تيمية: ج١ ص٣ - ٤.
(٢) - منهاج السنة لابن تيمية: ج١ ص٣ - ٤