قال المؤيد بالله: معناه إن أردت قراءة القرآن كقوله: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم}[المائدة:6] المراد به إذا أردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم، فلما اقتضت الآية تقديم الاستعاذة، واختار الهادي الافتتاح بما هو من القرآن اختار تقديم الاستعاذة على الاستفتاح، تم كلامه عليه السلام وبعض الاستفتاح من القرآن كقول الله تعالى:{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}[الأنعام:162-163] وقوله تعالى:{وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل}[الإسراء:111] فاستحب الهادي تقديم التعوذ عليه لما ذكرناه، واستحب أن يكون التكبير بعد الاستفتاح بقول الله تعالى عقيبه:{وكبره تكبيرا} فأمره بالتكبير بعده، وقد روي عن عائشة (خبر) وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وهذا يقتضي أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يجمع بينهما ولا يتخللهما ذكر آخر.
(خبر) ويدل عليه ما رواه رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا في المسجد فدخل رجل المسجد، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا قمت في صلاتك فكبر، ثم اقرأ إن كان معك قرآن)) فأمر بالقراءة بعد التكبير.
Bogga 217