131

Shifa Uwam

كتاب شفاء الأوام

Noocyada

وروي عن علي عليه السلام أن الدلوك هو الغروب، وبه قال عبدالله بن مسعود رحمه الله، وفي (الكافي): ولا قائل به من أهل الشرع وأهل اللغة العربية يسمون الزوال دلوكا بالإجماع، ويسمون الغروب دلوكا، قال شاعرهم:

هذا مقام قدمي رباح ... غدوة حتى دلكت براح

وروي دبب حتى دلك براح -بفتح الباء المعجمة بواحدة من أسفل- وبراح من أسماء الشمس، ويمكن أن يقال في نصرة القول الأخير: إن حمل الدلوك على الغروب أولى لورود النهي عن الصلاة عند اصفرار الشمس، وإن كان الأول عندنا هو الأولى، وبه قال عمر وابن عباس، وأبو هريرة لوجهين:

أحدهما: أنه السابق إلى الأفهام فكان حمله عليه أولى.

الثاني: أنه يتضمن جميع الصلوات إلا ما خصه الدليل فهو أولى.

(خبر) وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( أمني جبريل عليه السلام مرتين عند باب البيت فصلى بي الظهر حين زالت الشمس)) وفي رواية ((حين مالت الشمس)) وفي بعض الأخبار ((حين زالت الشمس والفيء مثل الشراك، وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثله، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، وصلى بي الظهر من الغد حتى صار ظل كل شيء مثله، وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين مضى ثلث الليل، وصلى بي الغداة حين ما أسفر ثم التفت إلي وقال: يا محمد، الوقت فيما بين هذين الوقتين هذا وقت الأنبياء قبلك)) رواه ابن عباس.

وروى جابر بن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن جبريل عليه السلام أتاه يعلمه الصلاة فجاء حين زالت الشمس، فقال: ((قم يا محمد فصل الظهر، ثم جاءه حين صار الظل مثله، فقال: قم يا محمد فصل العصر، إلى أن قال: ما بين هذين كله وقت)).

Bogga 130