298

Tabiiyadda ee Kitab al-Sifa

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Noocyada

يشتركان دائما فى أن يطلق عليهما لفظة (1) الحركة الكائنة (2) من تلقاء المتحرك ، وذلك (3) لأنها ليست من خارج ، وربما قيل ذلك خاصة (4) للذى يكون بإرادة (5). والحركة الطبيعية والقسرية قد تكون فى غير المكانية والوضعية ، فإن هاهنا استحالة طبيعية ، كصحة من يصح بالبحران (6) الطبيعى ، وتبرد الماء الحار إذا استحال بطبيعة إلى البرد ، واستحالة قسرية كاستحالة الماء إلى الحر (7)، وهاهنا (8) كون طبيعى ، مثل تكوين الجنين من المنى (9) والنبات من البذور ، وكون قسرى ، مثل إحداث النار بالقدح ، وفساد طبيعى مثل الموت الهرمى ؛ وفساد قسرى ، كالموت عن القتل ، والموت عن السم. وهاهنا زيادة فى مقدار الجسم طبيعة ، كنمو الصبى ؛ وأخرى قسرية كالنمو الذي يستجلب بالأدوية المسمنة (10). وهاهنا ذبول طبيعى كما فى الهرم ، وذبول قسرى كما بالأمراض.

ويجب أن يعلم أن قولنا حركة طبيعية ليس يعنى به أن الحركة تصدر البتة عن الطبيعة ، والطبيعة بحالها (11) التي لها (12)، فإن الطبيعة ذات ثابتة قارة ، وما يصدر عنها لذاتها فهو أيضا ثابت قار قائم (13) موجود مع وجود الطبيعة ، والحركة التي هى الحركة القطعية (14) تعدم دائما وتتجدد بلا استقرار ، والحركة التي حققناها لا محالة فإنها تقتضى ترك شيء ، والطبيعة إذا اقتضت لذاتها ترك شيء فتقتضى لا محالة ترك شيء خارج عن الطبيعة. وإذا (15) كان كذلك فما لم يعرض أمر خارج عن الطبيعة ، لم يعرض قصد ترك لها بالطبع. فإذن (16) الحركة الطبيعية ، لا تصدر عن الطبيعة إلا وقد عرضت حال غير طبيعية ؛ ولا تكون حال غير طبيعية ، إلا وبإزائها حال طبيعية ، إذ (17) كانت هذه غير تلك ، فتلك طبيعية (18)، فتكون غير الطبيعية تترك تركا متوجها (19) إلى الطبيعة (20). فكل حركة طبيعية إذا لم تعق ، فهى تنتهى إلى غاية طبيعية ، ويستحيل إذا حصلت تلك الغاية أن يتحرك المتحرك بالحركة الطبيعية ، لأن الحركة ترك ما وهرب (21). والغاية الطبيعية ليست متروكة ولا مهروبا عنها بالطبع ، فكل (22) حركة طبيعية إذن فهى لأجل طلب سكون (23) ، إما فى أين أو فى كيف ، أو فى كم ، أو فى وضع ، فكل حركة لا تسكن ، فليست بطبيعية ، فالحركة المستديرة المتصلة إذن لا تكون

Bogga 302