فى هذا عن قريب ، بل يجب أن يعلم أن القول بكون الجهات ستا ، أمر مشهور متعارف ، وليس (1) بحق ، ولا عليه برهان.
ولكنهم يناقضون ما قلناه بمربعات (2) تكون على هيئة هذه الأجزاء الأربعة ، يؤلف منها مربع كبير ، فتكون المربعات التي على القطر (3) لا متلاقية بأطرافها التي هى الخطوط ، ولا بينها شيء. وقد ضلوا فى ذلك ضلالا بعيدا ، وذلك لأنها متلاقية بالنقط (4)، وطرف الطرف طرف يصلح به اللقاء ، وغير متلاقية بالخطوط ، وبين تلك الخطوط أنصاف (5) مربعات أخرى تملؤها ، إذ المربعات تنقسم فتسد الفرج ، ولا كذلك الأجزاء ، ومما يعلم يقينا لا نشك فيه. ولا اختلاف أن بين كل شيئين ذوى وضع سمت ، حتى أنا إذا (6) عملنا خطا مستقيما بينهما ، فإنه يملأ ذلك السمت ، إذ يقع (7) فى ذلك السمت. فإذا كان جسم كالشمس يتحرك حركات كثيرة ، وقد جعل بإزائه جسم كالأرض أيضا ، ونصب (8) هنالك (9) شيء نصبا قائما ، وجميع ذلك صحيح جواز الوجود فى العقول ، ثم كانت الشمس مضيئة (10) للأرض ، وكان المنصوب يستر على قدر سمت الشمس (11)، فإذا زالت الشمس جزءا فلا يخلو إما أن يزول الست الذي بين الشمس وبين طرف المنتصب عن (12) طرف الظل أو يبقى ، فإن بقى بقى (13) لا محالة سمتا ، والسمت على حكم خط مستقيم ، فيكون ذلك الآخر (14) المخرج على الاستقامة من (15) الشمس إلى طرف المنتصب إلى الأرض أيضا خطا (16) مستقيما كالخط الذي عليه علامة ب من خطى آ ب ، فيكون (17) خطان مستقيمان متباينان (18) يجمعان عند نقطة ويتحدان بعد ذلك خطا مستقيما حتى يكون ذلك الخط مستقيما مع كل واحد منهما ، فيكون الجزء المشترك وهو الذي بين طرف المنتصب ونقطة على الأرض وهو مع كل واحد من السمتين المتصلين بين الشمس وبين طرف المقياس خطا واحدا مستقيما. وهذا معلوم الاستحالة ، ومع ذلك فقد جعلوا جزءا واحدا وهو (19) طرف المقياس توازيه (20) الشمس من جهتين : إحداهما خارجة عن السمت الذي (21) لهم ، فإن (22) لم يثبت السمت ، بل زال ، فإما أن يزول جزءا ، أو أكثر من جزء ، أو أقل (23) من جزء (24)، فإن زال جزءا (25) فتكون حركة الشمس فى السماء مساوية لحركة طرف السمت ، ومسافتاهما (26)
Bogga 193