وأجزاء بيضا فيختلطان ويبرزان، فلا يميز الحس بينهما، وإذا لم يميز الحس تخيل المجتمع لونا واحدا.
ومن هؤلاء من يرى أن الجزء الحار مثلا ليس فيه حامل ومحمول، حتى يكون هناك جوهر وحرارة محمولة فيه؛ بل يجعل الحرارة جزءا بنفسها.
ومنهم من يرى أن هناك حاملا ومحمولا، لكنه ليس من شأن الحامل أن يفارقه المحمول ألبتة البتة .
ويشبه أن يكون بإزاء هؤلاء قوم يرون ما يسمى كونا، ولا يرون للاستحالة وجودا ألبتة البتة ، حتى يمنعوا أن يكون الماء يسخن، وهو ماء، ألبتة البتة ؛ بل إذا سخن فقد استحال ذاته، وأنه مادام ماء، ويرى أنه سخن، فهو مختلط.
وقد ألجأ بعض المطالبات واحدا من المتفلسفة، على مذهب نصارى بغداد، إلى أن قال بذلك.
وهنا قوم يرون الاستحالة، ولا يرون كونا ألبتة البتة ، وأكثر هؤلاء هم الذين يقولون بعنصر واحد، إما نار. وإما ماء، وإما هواء، وإما شىء متوسط بين هواء ونار وماء.
Bogga 81