Kawnka iyo Fasaadka ee Kitabka Shifa
الكون والفساد من كتاب الشفاء
Noocyada
أرضيته كثيرة تزيد ثقلا على مائيته: ومنه ما النارية فيه غالبة. وهذا جميع ما يعلو فى الجو. وقد يجوز أن يكون فيه ما لا يعلو لنظير ما قلناه فى الغالب فيه الأرضية. وهذه الغلبة قد تكون بالفعل، وقد تكون بالقوة. والذى بالقوة فهو الذى، إذا فعل فيه الحار الغريزى من أبدان الحيوان؛ استحال إلى غلبة بعض الأسطقسات.
ولهذه الأسطقسات غلبة فى المركب من وجهين: أحدهما بالكم والآخر بالكيف والقوة. وربما كان أسطقس مغلوبا فى الكمية، لكنه قوى فى الكيفية، وربما كان بالعكس. ويشبه أن يكون الغالب فى الكم يغلب فى الميل لا محالة، وإن كان قد لا يغلب فى الكيف الفعلى والانفعالى. فإن الميل، عندما يلزم من الصورة، يكون شديد اللزوم للصورة أشد من لزوم الكيف الفعلى والانفعالى. وإن لم يكن دائم اللزوم للصورة فإنه قد يبطل إذا عرض إذا عرض عائق قوى.
والممتزج فكثيرا ما يعرض له من الأسباب الخارجة أن يغلب من أسطقساته ما ليس بغالب. فإنها ذا عادنت كيفية غير الغالب، حتى قوى، غلب، وأحال الآخر إلى مشابهته، فظهر سلطانه.
فنقول الآن: إن الكون والفساد والاستحالة أمور مبتدأة، ولكل مبتدأة سبب ولابد، على ما أوضحناه فى الفنون الماضية، من حركة مكانية.فالحركة المكانية هى مقربة الأسباب ومبعدتها، ومقوية الكيفيات ومضعفها. ومبادىء الحركات كلها، كما وضح، من المستديرة.
Bogga 192