مكة وأهلها، وبناء البيت الشريف"، الذي وصل فيه إلى أخبار مكة، حتى العام الذي انتهى فيه من تأليف كتابه، وهو هام ٩٥٠هـ١، ومثل العلامة قطب الدين الحنفي المتوفى عام ٩٨٨هـ في كتابه "تاريخ القطبي" المسمى "كتاب الإعلام، بأعلام بيت الله الحرام" الذي دون فيه أخبار مكة حتى العام الذي انتهى فيه من تأليف كتابه هذا، وهو عام ٩٨٤هـ٢.
ويزيد من أهمية كتاب الفاسي ما احتوى عليه الكتاب من نصوص منقولة عن كتب خطية مفقودة حتى اليوم.
ونحن في غنى عن أن ننوه بهذا المجهود الذي بذلناه في إخراج الكتاب، والتعليق عليه، والعمل على ضبط أعلامه، وتحقيق نصوصه، وشرح شواهده، وسوى ذلك مما قمنا به من خدمة علمية لهذا الكتاب.
والله المسئول أن يلهمنا الرشد، وأن يهدينا سواء السبيل، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير.
حياة الإمام تقي الدين الفاسي المكي:
ترجم الفاسي لنفسه في كتابه "ذيل كتاب التقييد، بمعرفة رواة السنن والأسانيد، لابن نقطة"٣، فقال في نسبه إنه هو:
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن عوف بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن حمزة بن ميمون بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن إدريس بن الحسن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الحسني الفاسي المكي.
وذكر نسبه السيد عبد الستار الدهلوي الصديقي الحنفي البكري المكي فقال: هو الإمام الحافظ العلامة أبو الطيب تقي الدين محمد بن شهاب الدين أبي العباس أحمد بن علي الحسني الفاسي المكي المالكي المؤرخ الشهير.
كان الفاسي يلقب بتقي الدين، ويكنى أبا الطيب، وكان قاضي المالكية بالحرم الشريف، وقد ولد في ليلة الجمعة لعشرين من ربيع الأول عام ٧٧٥هـ بمكة المكرمة، ونشأ بها، وتتلمذ على علمائها وأهل الفضل فيها، وعني بالحديث، فقرأ وسمع كثيرا من
_________
١ راجع صفحة ٣٢٥ من هذا المصدر الطبعة الثانية بمصر ١٩٣٨.
٢ راجع صفحة ٢٦١ من هذا المصدر. نشر المكتبة العلمية بباب السلام بمكة.
٣ وترجم لنفسه كذلك في كتابه "العقد الثمين" ترجمة طويلة مفيدة. وفي ذيل كتاب "شفاء الغرام"النسخة الخطية ترجمة طويلة له.
1 / 7