Shifa Gharam
شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢١هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٠م
Noocyada
taariikh
ومن ذلك ما رواه مسلم١ بنسده إلى عبد الله بن رباح أنه قال: يا أبا هريرة لو حدثتنا عن رسول الله ﷺ، فقال ﵁: كنا مع رسول الله ﷺ يوم الفتح فجعل خالد بن الوليد ﵁ على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير- ﵁ على المجنبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة- ﵁ على البياذقة وبطن الوادي، فقال ﷺ: "يا أبا هريرة ادع لي بالأنصار" ٢. فدعوتهم فجاءوا يهرولون، فقال ﷺ: "يا معشر الأنصار هل ترون أوباش قريش؟ " قالوا: نعم، قال: "انظروا إذا لقيتموهم غدا أن تحصدوهم حصدا" وأحفى بيده، ووضع يمينه على شماله وقال: "موعدكم الصفا" قال: فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه، قال: وصعد رسول الله ﷺ الصفا، وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال ﷺ: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن"، وذكر بقية الخبر.
ومن ذلك ما ذكره أبو داود في سننه على ما رويناه عنه، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي هريرة ﵁ قال: إن النبي ﷺ لما دخل مكة سرح الزبير بن العوام، وأبا عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد ﵃ على الخيل وقال: "يا أبا هريرة اهتف بالأنصار" قال: "اسلكوا هذا الطريق، فلا يشرفن لكم أحد إلا أنمتموه"، فنادى مناد: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله ﷺ: "من دخل دار أبي سفيان٣ فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن" ٤.
وعمد صناديد قريش فدخلوا الكعبة فغصّ بهم، وطاف النبي ﷺ، وصلى خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب، فخرجوا فبايعوا النبي ﷺ على الإسلام.
ونشير إلى بيان موضع الدلالة على أن فتح مكة عنوة من حديث أبي هريرة هذا، فمن ذلك قوله فيه، يعني النبي ﷺ بيديه بإحداهما على الأخرى: "احصدوهم حصدا" كذا في رواية مسلم عن عبد الله بن هاشم، عن بهز، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة ﵁". ومن ذلك قوله فيه قال: يعني النبي ﷺ: "انظروا إذا لقيتموهم غدا أن تحصدوهم حصدا" وأحفى بيديه ووضع يمينه على شماله، كذا في رواية مسلم عن الدارمي، عن يحيى بن حسان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت بسنده.
_________
١ صحيح مسلم "الجهاد: ١٧٨٠".
٢ في صحيح مسلم: "الأنصار".
٣ في سنن أبي داود "٣٠٢٤": من دخل دارا".
٤ أخرجه أبو داود "٣٠٢٤".
1 / 53