97

Maanso iyo Fikir

شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة

Noocyada

بعد غرق السفينة.

ومن الصعب نقل الإحساس الذي توحي به القصيدة في الأصل، لا لأن الترجمة - وكل ترجمة - تفقد الإيقاع والجرس في لغتها الأولى، بل لأنها تعيد كذلك ترتيب السطور والكلمات، وهذا أمر بالغ الأهمية في الشعر الحديث بوجه عام. •••

مهما يكن من شيء، فقد رحل أنجارتي في سنة 1936م إلى البرازيل؛ ليقوم بتدريس الأدب الإيطالي في جامعة «سان باولو». ويبدو أن تأثيره على الوسط الأدبي هناك كان كبيرا، كما أتيح له أن يعقد أواصر صداقة ثبتت عراها إلى اليوم. غير أن موت ابنه أنطونيو ذي التسع سنوات جعله يعود إلى وطنه، حيث راح يكتب أغانيه للأطفال الأموات تحت عنوان «يوما بيوم».

ويظهر أن الموت كان يتربص بإيطاليا على نحو آخر. فقد بدأت أسود سنواتها بعد أن نشرت الفاشية العسكرية كفنها المظلم فوق سمائها وأرضها. ثم احتلت جيوش الألمان روما، وخمدت أنفاس المدينة الخالدة تحت أقدام البرابرة الشقر.

ولم تلبث هذه الكارثة أن غيرت شعر أنجارتي. إنه حزين على بلاده، حزين لفقد أحبابه. وها هو ديوان جديد يظهر للشاعر، العذاب عنوانه، والعذاب محتواه. فلنقرأ بعض قصائده لنعرف مدى العذاب الذي يقاسيه شاعر ينطق بلسان شعبه العجوز المقهور. تقول قصيدة «لا تصرخوا بعد الآن»:

كفوا عن قتل الموتى

لا تصرخوا بعد الآن، لا تصرخوا،

إذا كنتم لا تزالون تريدون أن تسمعوهم،

إن كنتم ترجون ألا تفنوا،

همسهم لا يحس

Bog aan la aqoon