Maanso iyo Fikir
شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة
Noocyada
بدأ الشاعر طريق العذاب. لم يعزه قليلا عن فراقه عن حبيبته إلا قدرته على الحب والأمل والعرفان، أي قدرته على قول الشعر. ففي هذه الفترة التي امتدت من سنة 1798م، حتى حوالي سنة 1804م، ولم تكد تزيد على الخمس سنوات كتب عددا كبيرا من أناشيده الغنائية الكبرى، وأتم روايته الوحيدة «هيبريون»، وترجم مسرحيتي سوفوكليس «أوديب ملكا» و«أنتيجونا»، وعددا من قصائد بندار الأوليمبية ترجمة شاعرية رائعة. كما عكف على مسرحيته الشعرية «موت أنبادوقليس». والواقع أنها ليست مسرحية تصلح للتمثيل، بل هي قصيدة درامية عن ذلك الفيلسوف الطبيعي والكاهن والساحر والطبيب والمصلح الثائر الذي ولد في مدينة أجريجنت عاصمة صقلية حوالي سنة 490 قبل الميلاد، ثم طرده أهلها بعد أن أوشكوا أن يؤلهوه ويتوجوه على عرش مدينتهم، ونسجوا عن موته تلك الحكاية العجيبة التي ألهمت العديد من الشعراء. فقد رووا عنه أنه ألقى بنفسه في فوهة بركان «أتنا» وترك حذاءه بجانبها ليدل على موته أو انتحاره الأعجب، هل استجاب الفيلسوف لنداء الأرض الأم فاتحد بالطبيعة الإلهية، أم لجأ إلى حيلة ماكرة أراد منها تخليد اسمه وذكره؟
لقد كتب عنه هلدرلين إحدى قصائده قبل أن يكتب المسرحية. وهو يمجده فيها ويتمنى لو يتبعه إلى أعماق الأرض لولا أن قوة الحب تمنعه:
أنت تبحث عن الحياة، تبحث عنها فتنبثق وتلمع
نار إلهية من أعماق الأرض،
وأنت بالشوق الواجف
تلقي بنفسك في لهيب «أتنا»،
لكنك مع هذا مقدس عندي،
مثل قوة الأرض التي اختطفتك
أنت أيها المقتول الجسور!
ولكم تمنيت أن أتبع البطل إلى الأعماق،
Bog aan la aqoon