وتاخذ منا شي وعد
شو قولتك بعدا بتتذكر
شي بعد، ياشباكها الأخضر؟
وبعد، فأرى أن الشاعر العامي يوسع على نفسه ولا يضيق، فهو يقول: شباكها وفسطانها بدلا من شباكا وفسطانا، هو بالسليقة يقول هذا ولا يحس؛ لأن فريقا من العوام يقولون ذلك.
جلنار
لميشال طراد
عام مات جبران خليل جبران، كان ميشال طراد من تلاميذي في الجامعة الوطنية، وأقام طلاب مدرستنا حفلة تأبينية لجبران، فأجاد ميشال الرثاء، وفي بحر السنة كان قد قرأ على رفاقه قصيدته «ليلة العرزال »،
1
فلم يصدقوا أنها من قوله. أما أنا فلم أستغرب ذلك، ودفعته إلى الأمام فقال غيرها، وعندما طلق ميشال المدرسة أرسل قطعة من شعره إلى «عاصفة» الأستاذ كرم ملحم كرم، فأعجب كرما قول ميشال، فنشره تحت عنوان: ابن عم الشعر. ولمع نجم ميشال، وأعجب به المثقفون، فاحتل هذا المقام المرموق، فكان منه هذا الشاعر الفذ. وأخيرا ظهر ديوانه «جلنار»، وهو «جلنار» حقا، نور يرسله كلاما يخلب الألباب ويبهر العيون، شعر فيه زبرج وبهرج ريش الطواويس، وكرات الكناري، وزقزقة الحساسين، صور ألوان طاغورية، وإن لم تعرف الصوفية، وحكايات عمرية لا تبذل فيها، قصائد يخرجها الشاعر في ثياب القصة، فتأتي مفصلة على القد، تحب قراءتها وسماعها؛ لأنها تكلمنا بلهجتنا.
إن ديوان «جلنار» مطبوع أجمل طبع، ومصدر كديوان أسعد سابا بمقدمة كتبها زعيم الرمزية الشاعر سعيد عقل، فأثبت لنا أن لغتنا العامية، إذا كانت تصلح أداة للشعر العامي، فهي عاجزة كل العجز عن تأدية الفكر، وهي إن أدته فإنما تؤديه بما يضحك الثكلى فوق نعش وحيدها.
Bog aan la aqoon