170

Sheikh Saad Al-Breik's Lessons

دروس الشيخ سعد البريك

Noocyada

المنشورات أسلوب من أساليب النفاق
أقول أيها الأحبة: إن من المخاطر التي يتجسس بها المنافقون: قضية المنشورات هذه، نعم، قد يوجد من يظن أنه يخدم الإسلام والمسلمين ولا يعد هذا من المنافقين، أقول: قد يوجد وهم ندرةٌ وقلة، من يظن أنه يحسن صنعًا فيطّبق هذا العمل أو يسلك أسلوب المنشور كطريقٍ إلى إنكار المنكر، قد يوجد من يفوته وضوح الحق في هذه المسألة وحينئذٍ نقول لكل مسلمٍ ولكل غيورٍ ولكل حبيبٍ وعزيز: ينبغي أن تعرف عن الطريق إلى الحق أنه على الرءوس والمقل، وليس بالدسيسة والخفية، هذه مسألة مهمة، ولماذا أيها الأحبة نصرح بهذا الأمر؟ والله ثم والله ما قلت هذا إلا غيرةً على أحبابي ونفسي وإخواني وجميع أفراد مجتمعي، حتى لا يسلك أحدهم سلوكًا يظن أنه يحسن صنعًا وهو يخطئ فعلا، يظن أنه على جادة من الصواب وهو على غير الصواب، يظن أنه على الحق وهو على غيره.
فلنفرض مثلًا: أن ظاهرةً من الظواهر بدرت فظن البعض أن المنشور يعالجها، فأخذنا ننشر هذا الأمر وكان المنشور فيه معلومات صحيحة، ثم ظهرت ظاهرةٌ ثانية فنزل المنشور فيه معلومات صحيحة، ثم ظاهرةٌ رابعةٌ وخامسةٌ وسابعة وكلها فيها معلومات صحيحة، حينئذٍ الذين يرصدون حركة الأغيار في المجتمع، والذين يرصدون حركة الغيورين المخلصين في المجتمع، يعرفون أن المجتمع قد تهيأ نفسيًا لما يسمى بالمنشور، وأصبح المنشور هو الذي يوجههم؛ أصبح المنشور هو الذي يوجهني ويوجهك حينما نرى سبعة أو ثمانية من المنشورات كلها صحيحة، حينئذٍ يأتي المنشور الثامن أو المنشور التاسع بمعلومات كاذبة، وتوجيهاتٍ خطيرة، فحينئذٍ لما تعودناه من أن المنشورات السابقة كانت صحيحة وسليمة، نظن أن المنشور الثامن والتاسع الذي فيه معلومات خاطئة وتوجيه خطير نظن أنه منشورٌ سليم أيضًا، فحينئذٍ قد يبادر إلى تطبيقه والاستجابة له من لا يفقه أبعاد هذا الأمر، ثم تحدث الكارثة، ويصبح بعضنا يؤذي بعضًا، صالحٌ يؤذي صالحًا، مواطنٌ يؤذي مواطنًا؛ بتدبير دسيسة منافق من المنافقين عود من حوله على أسلوب المنشور سبع مرات وثمان مرات تعويدًا وتهيئة نفسية بمعلومات صحيحة ثم جاء المنشور التاسع والعاشر بطامةٍ خطيرة، وحينئذٍ لا تسأل عن هلكة أفراد المجتمع.

10 / 4