157

Sheikh Saad Al-Breik's Lessons

دروس الشيخ سعد البريك

Noocyada

كن رجلًا مباركًا
ليست القضية أن تملك أموالًا أو أولادًا أو زوجاتٍ بل القضية أن تكون رجلًا مباركًا ينفع الله بك أينما كنت، ومستحيل أن تكون فيك بركة إلا إذا تمسكت بشرع الله ودينه وسنة نبيه، هل يمكن أن تكون البركة في معصية الله؟! هل يمكن أن تكون البركة في الإعراض عن ذكر الله؟! هل يمكن أن تكون البركة في شخص لا يشهد الصلاة مع الجماعة؟! هل يمكن أن تكون البركة في عاقٍ لوالديه أو قاطع لرحمه أو آكل للحرام أو متربص بالناس، يريد أن يقفز إلى حرمات يسخطها الله ولا يرضاها فهل يمكن في هذا بركة؟!
الجواب
لا.
إذًا لينظر كل واحد منا موقعه، نحن لن نتكلم اليوم لنقول عن الناس فيهم وفيهم، نريد أن نتكلم عن أنفسنا: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران:١٦٥].
دواؤك فيك وما تشعرُ وداؤك منك وما تبصرُ
وتحسب أنك جسم صغير وفيك انطوى العالم الأكبرُ
إن الله تحدى بك خلقه، وإن الله قد جعل فيك معجزات عظيمة وقال سبحانه: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ﴾ [فصلت:٥٣] في الكون ﴿وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [فصلت:٥٣].
هذه النفس التي أنت تتنقل بها إن شئت أن تقول: إنها ثروة فهي ثروة، بعض الشباب يقول: أنا فقير أنا مسكين أنا ما عندي في الرصيد ألف ريال أنا أنا أنا أنا! أجل أيها الشاب الفقير الذي لا ترى نعم الله إلا في المال! أيها المسكين لا يرى أن النعمة إلا في النقود! أيها المسكين الذي لا يعرف أن النعمة إلا في كذا! هل تريد أن ننزع منك الكبد ونعطيك مليارًا مقابلها، هل تريد أن ننزع منك يديك لتبقى معوقًا عن الحركة بهما ونجعل الملعقة في فمك؟! هل تريد أن نعطيك ونعطيك؟! لا.
لا تقبل بذلك.
إذًا أنت بنك متحرك، يداك مليارات، ولا ترضى أن تباع بمليارات، رجلاك بالمليارات، وأسأل الله أن يخلف على إخواننا الذين فقدوا من عافيتهم ما فقدوا بقضاء الله وقدره وأن يرزقهم الصبر والاحتساب حتى يكون مآلهم الجنة، وبشراهم عند الله إن صدقوا الاحتساب بينهم وبين الله ﷾، هل تريد أن تباع العين والأخرى بمليار ومليارات.
إذًا لا تنظر إلى المال فأنت عندك من الأموال في بدنك ما الله به عليم، ولا تنظر إلى الجاه أو المنصب فكم من أناس قد بلغوا فيها ما بلغوا وما نفعوا، ورب أناس ليس لهم في الأرض مناصب ولا مراكز ولا جاه ولا أحساب ولا أنساب نفع الله بهم نفعًا عظيمًا.

9 / 7