56

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

فتوسلت إليه قائلة: هلا أجلت التفكير في ذلك حتى تنتهي من امتحانك؟ - آه ... بأي عقل أتقدم للامتحان؟

فقالت بقوة: احبس نفسك في مكتبك كما تعودت أن تفعل، واحذر أن يعلم عمك بما عرفت أو بما يدور في عقلك، أعترف بأنه غبي وسيئ الظن بالبشر، أجل كل شيء ولا تشغل نفسك الآن إلا بالامتحان ...

14

قرر يحيى أن يتأهب للامتحان، فخاض معركة ليجمع فكره المشتت المبعثر. أراح قراره أمه ووداد وبعث في نفسهما آمالا جديدة. لم يكن راضيا عن نفسه، كان أبعد ما يكون عن ذلك، عد نفسه مترديا في السقوط مثل آلة ودون أن يملك من الأعذار ما يملكون. وواساه في عذابه أنه مصمم على الرفض عقب انتهاء المرحلة التعليمية، وأن هذا الرفض لا يعني نبذ الحياة في القصر فحسب، ولكنه يعني أيضا رفض ثروة جندي بك الهائلة. غير أن أحداثا غير متوقعة انفجرت تحت قدميه، فما يدري ذات يوم إلا وجندي بك الأعور يقتحم عليه غرفة مكتبه. جاء مكفهر الوجه عدواني النظرات ثم وقف في وسط الغرفة وخاطبه بلهجة لم يعهدها من قبل قائلا: لدي سؤال عليك أن تجيبني عنه.

واشتدت نظرته صلابة وهو يسأل: هل زرت حقا حارة التكية بالقاهرة؟

ذهل يحيى. تساءل في نفسه عمن أبلغه. ليست أمه على وجه اليقين. غير أنه لم يفكر لحظة في الإنكار فقال بتحد: نعم ...

فصرخ الرجل: إذن فكل ما بلغني صحيح، والآن دعني أسألك عما يبقيك في بيتي؟

اصفر وجهه. هل أجل الرفض ليطرد؟ غلى دمه. قال متحديا: إنه بيتي قبل أن يكون بيتك!

قهقه جندي بوحشية وصاح: عليك اللعنة، لقد اعتدت أن أوجه عشر ضربات قبل أن أتلقى الضربة الغادرة، إني لا أخشاك، لا أخشى أباك، ولا أخشى أمك، لقد أرادت هي أيضا أن تدافع عنك، وتمادت في الغباء فهددتني، اسمع، إني أطردك، إني أطردها أيضا، فلا ترني وجهك بعد اليوم ...

وغادر الحجرة وهو يرتعش من شدة الغضب.

Bog aan la aqoon