42

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

وبرقت عيناه بوحشية ثم تطوع بالإجابة: ستقول إنه صاحب المكتب التجاري المعروف، ورجل الخير والإحسان، أما المدمن الشاذ المجنون فلا يعرفه إلا خاصته المنافقون، ولا أهمية لذلك بالقياس إلى الحقيقة، وهي أنه لص رسمي من أرباب السوابق والسجون.

وتضاحك هازئا ثم سأله: ماذا قال لك عنا؟

أجاب يحيى بلا تردد: لا شيء. - هل تصدقني القول؟ - أجل. - سيفتري الأكاذيب عاجلا أو آجلا، ولكني سأروي لك قصته.

تساءل يحيى متضايقا: ما جدوى ذلك؟

فابتسم إليه ابتسامة صفراء وقال: إنها قصتك أيضا وقصة والدتك!

خفق قلبه ناشرا توقعات مبهمة ومقلقة، فواصل الآخر حديثه: إنه تاريخ لا بد أن يعرف، لوجه الحقيقة والاعتبار، ولكي يتعرى جندي الأعور كما ينبغي له، وعند ذلك تعرف من أنت، الحقيقة أن الجندي الأعور سرق أباك الحقيقي، لم يسرق ماله فقط، ولكنه سرق أيضا زوجته.

هتف مستنكرا: أمي! - نعم، صبرك، بدأت الحكاية بتزامل أبي وأبيك في السجن! - لا!

بدرت منه في حدة، فقال بهدوء: صدقني، ما أقول إلا الحقيقة، إن يكن ثمة عار فهو لاحق كلينا، لقد تزامل أبي جندي الأعور وأبوك عويس الدغل في السجن، تزاملا عامين، فقد دخل أبوك السجن حينما لم يبق من مدة أبي فيه إلا عامان، وقد دخلاه بتهمة واحدة على وجه التقريب. كانت تهمة سرقة بالإكراه، وتهمة أبيك السرقة للمرة الثالثة.

ارتعشت يدا يحيى من شدة الانفعال فصمت الآخر قليلا ثم قال: إني آسف، أرجو أن تتمالك نفسك، لا مفر من الكشف عن الحقيقة مهما تكن بشعة مرة، أقول لقد تزاملا في العامين واطلع كل منهما على كثير من أسرار الآخر، وصارا بذلك صديقين، عرف أبوك أن أبي أرمل وأنه ترك وراءه في الحارة شابا ضائعا هو أنا، وعرف أبي أن أباك ترك زوجة ورضيعا هو أنت.

رغم غضبه واحتجاجه شعر بأن الحكاية لا يمكن أن تكون محض خيال، فما من واقعة ذكرت إلا ويمكن التثبت من صدقها، ترى ماذا هناك أيضا؟ - عرف أبي أن أباك سرق امرأة تدعى دليلة الفقي، جعلت من مسكنها بنك رهونات، سرق الذهب كله، وادعى في التحقيق أنه فقده، ولم توفق الشرطة في العثور عليه، ولما غادر جندي الأعور السجن رجع إلى حارة التكية وهي أصلنا جميعا، رجع في رأسه خطة.

Bog aan la aqoon