قام فؤاد بالرحلة. رجع عند ظهر اليوم التالي. ربح من ورائها ما يربحه عادة في عام من بيع العجول. احتفلا بالنجاح في لوك. قال فؤاد: بوسعي الآن أن أبتاع شبكة فاخرة ونادرة.
فقال جبريل ملاطفا: والبقية تأتي.
فتمتم فؤاد بحرارة: أفراح ... - عظيم، أهي من طراز عروسك؟ - كلا. - هذا أفضل فعليك أن تشبع من أشياء كثيرة قبل أن تهب حياتك للعروس.
وبنفوذه جاءه جبريل بالراقصة ثم غادرهما إلى مكتب مدير الملهى. استحضر فؤاد لهما الشراب وهام في السمر. وهيأ له السكر أن أفراح بحيرة زمردية في مركزها نافورة تنفث السعادة. ولكن اقتحم المجلس ظل ثقيل. رجل متهور سكران يزعم أنه صاحب حق أقدم. سرعان ما تطايرت الكئوس فوق المنضدة محطمة ... وتأرجحت الشموع المتلألئة في الأركان بفعل اللكمات المتبادلة. انسحبت أفراح وجلة مثل حية عقب معركة خاسرة، وجاء جبريل مهرولا وهو يصيح: ولا حركة ولا كلمة!
ثبت أنه مسموع الكلمة، تأبط ذراعه ومضى به وهو يجفف له دما يسيل من ثنيتيه ... أسعفه في صيدلية.
اقترح عليه أن يوصله إلى الفندق، ولكن فؤاد قال: ما زلت مصمما. - هه؟ - أفراح؟ - ليكن ذلك في ليلة أخرى. - ليلتي هذه فرصتي الأخيرة.
مضى جبريل الصغير نحو تليفون الصيدلية وهو يتمتم: لك ما تشاء!
استقبل والده في محطة مصر. استقلا تاكسي مضى بهما إلى الفندق، لحظ الرجل ابنه ثم تساءل: شفتك متورمة؟
فأجاب وهو مستعد لذلك: وقف التاكسي فجأة أول يوم لي هنا فارتطمت بحافة المقعد الأمام! - أظنها بسيطة؟ - وممكن نؤجل اللقاء. - كلا، وقت عبد الرحمن فاضل مشغول دائما ... زرت مصلحة المساحة كما كلفتك؟
أجاب بحرج: شغلني الحادث، كان وجهي كله متورما.
Bog aan la aqoon