148

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

أما عن جلال حمزة فهو لا يغشى الكازينو إلا في النادر. ولكنه جاء الكازينو منذ قليل.

كان مضطربا، وهو الذي أبلغنا بخبر الجريمة، وسألنا إن كان الفقيد صحب أحدا معه، فأفضينا إليه بما قلناه الآن.

وساءلت نفسي: أكان جلال يحقق إسهاما منه في الكشف عن قاتل والد صديقه؟ أم كان وراء ذلك باعث آخر؟

وانتقلت إلى النادي، وبسؤال أصدقاء أمين البطراوي من الأعضاء عرفت كيف تلقى الشاب الخبر. ومتى جاء علي فؤاد للقاء أمين في الساعة الثانية عشرة فعرف بالخبر، وكيف جاء جلال حمزة في منتصف الواحدة تقريبا فدهمه الخبر. وسألت: هل من عادتهما المجيء إلى النادي في موعد محدد؟

فكان الجواب ألا ميعاد محددا لهما في ذلك وأنهما قد يتخلفان بعض الأيام. وبرجوعي إلى مكتبي تلقيت من مساعدي تحرياته عن الميول السياسية للشابين ولكني لم أقتنع بالباعث السياسي أصلا كما قلت لرئيسي.

3

كان علي فؤاد يقيم في شقة متوسطة بالجيزة مع أسرته. وقد فتشنا الشقة ولم نعثر على شيء ذي بال. حتى الكتب لا مغزى لها فقد كان طالبا بكلية الحقوق وكان طبيعيا أن تحوي مكتبته كتب الاقتصاد على اختلاف مذاهبها. عن علاقته بأمين سألته، وعن معرفته بأبيه. عن عقيدته السياسية فلم ينكرها وقال باسما: إنها معروفة كالاسم والسن؟ - شوهدت وأنت تغادر الكازينو بصحبة الفقيد هذا الصباح؟ - هذا حق، ولكني ودعته على بعد خطوات من الباب. - أين ذهبت بعد ذلك؟ - إلى كشك السجائر. ثم قابلت صديقا ثم ذهبت إلى النادي. - قيل إن البطراوي قابل شخصا آخر في طريقه، هل اتفق لك أن رأيته؟ - كلا. سرت في الطريق المضاد. - قيل إنك أحد اثنين يزوران مسكن الفقيد في أي وقت؟ - غير صحيح. ولكني أزور المسكن بصحبة صديقي أمين. - أكنت تحب عصمت البطراوي؟ - لم أكرهه على أي حال. - أليس المتوقع أن تكرهه بسبب ميولك السياسية؟! - لم يعد الرجل إلا ذكرى، فضلا عن أنني كنت أنظر إليه بعين مودة لعلاقتي الوثيقة بأمين. - متى قابلت صديقك جلال حمزة هذا الصباح؟ - لحق بي في النادي في الواحدة أو قبل ذلك.

كان واضحا هادئا ولم أجد ما يحملني على الشك فيه.

4

وكان جلال حمزة يقيم في شقة صغيرة بعابدين وحده. إذ إن أهله مقيمون في بني سويف. وعندما علم بأمر التفتيش استاء وتساءل محتجا: لماذا؟

Bog aan la aqoon