137

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

فحنى رأسه موافقا، فسألته: متى؟ - لم أحدد الوقت بعد، سأنشرها عندما يسعني أن أحدد الوقت بحرية. - ماذا تعني؟

فقال باسما: عليك أن تفهم ما أعني بنفسك، ولا أهمية لذلك.

فلم أشأ مضايقته. وخطر لي خاطر فقلت: يذكرني طريقك بالتصوف؟

فقال بسرعة: كلا، التصوف أرستقراطي وطريقي شعبي، التصوف مقاماته التوبة والفقر والتقوى والتواكل ... إلخ، أما طريقي فمقاماته في الحرية والثقافة والعلم والصناعة والزراعة والتكنولوجيا والحزبية والعقيدة، التصوف يجعل من الشيطان العدو الحقيقي للإنسان أما الطريق فعدوه يشمل الفقر والجهل والمرض والاستغلال والطغيان والكذب والخوف ...

فضحكت وقلت: لعلك تعدني ضمن الأعداء؟

فضحك مثلي ولاذ بالصمت.

11

أول عهدي بالمرض نشدت التوافق مع الواقع، وقهر الضجر بالرؤية والسمع والقراءة، أي بالتسلية والمتعة والفكر. أجل فكرت كثيرا ولكنه كان تفكيرا يستهدف جلاء الحقائق وتذكر الوقائع ولا غاية وراء ذلك. وباقتحام جلال أبو السعود لحياتي انبثق منها تفاعل كيماوي ولع بالتغيير وحلم به قبل كل شيء. لم آخذه مأخذ الجد من بادئ الأمر فلم أخش عواقبه، وتصورت أنني سأتخلى عنه عند لوح الخطر. ولكن فكرة التغيير مضت تلاعبني لعب القط بالفأر، بهرتني مثل نجمة الصباح. وعقدت مقارنات خيالية بين أسرتي وبين حلم جلال فشعرت بما يشبه الغثيان. إنهم ثمرة حياتي وتربيتي لعنت الشجرة والثمرة. وساءلت نفسي في قلق محموم: أأنا جاد حقا؟!

أولئك المولعون بالتحف والثرثرة والمال ولع الأطفال بالحلوى كيف أحادثهم عن غاية عليا؟!

وهتفت بضيق شديد: أيتها الحياة المحيرة، لا أدري أينا ضحية لصاحبه.

Bog aan la aqoon