فقلت بعجلة: كلا يا بني، إنهم رجال أعمال.
ثم مخاطبا جلال: أنت نفسك لو كنت صاحب عيادة لما وسعك أن تزورني مرتين متتاليتين.
فقال جلال: يسرني أن تعالج أمورك بروح واقعية! - كل شيء طيب لولا إحساسي الأليم بفقد الحرية. - خيل إلي أنه هم بالكلام ثم عدل عنه فقلت له: لا تكبت الكلام فقد دعوتك لتتحدث ولأسمع.
فتساءل وهو ينطر نحو أسرتي: ونكدر صفو أعزة؟!
فقالت أفكار: تكلم يا دكتور، نريد أن نسمع مثله وأكثر.
فابتسم وقال: الأمر لله يا عبد الحميد، ماذا قلت عن الحرية؟ - تكلمت عن إحساسي الأليم بفقدها. - لكنك لم تفقد حريتك بسبب المرض! - ؟
فقال بهدوء: لكي تفقد شيئا يجب أن تملكه أولا وأنت لم تملك حريتك قط!
فضحكت قائلا: حذار من المبالغة فإنك لا تعرف ما يعنيه أن يكون الإنسان مليونيرا . - حقا؟! - كان بوسعي أن أفعل ما أشاء، أن أتغدى في روما وأتعشى في باريس إذا أردت. - أين الإرادة الحرة في ذلك؟ وراء كل فعل منها نزوة متحكمة!
تخيلت فتور أفكار وحماس نبيلة السطحي واستفزاز وفيق فلم أنظر ناحيتهم. قلت أستدرجه: بهذا المنطق نهدم فكرة الحرية من جذورها.
فقال بثقة: الحرية وهم يتراءى لخيال الإنسان العادي، وهو إنسان ميكانيكي في أغلب الأحوال. - قد يصدق كلامك على غمار الناس، ولكن يوجد أناس يمثلون القوة الفعالة المؤثرة في المجتمع.
Bog aan la aqoon