125

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

فقال بهدوء: كنت دائما طبيبا طول الوقت.

فسألته بدهشة: تعني أنك لم تفتح عيادة؟

فحنى رأسه بالإيجاب، فقلت: أعجب ما سمعت! - كيف تعجب وأنت تعرفني حق المعرفة؟ - كنت مثلك أيضا ولكنها الحياة.

فابتسم صامتا فقلت مخاطبا أسرتي المستمعة: دكتور جلال من عشاق الثقافة منذ نشأته ، آمنا معا في ماضينا بأنه أيا كان عمل الإنسان فالثقافة يجب أن تستمر كمعين دائم لإنسانيته الحقة ... وقد طبق ذلك عمليا.

عند ذاك سأله وفيق: هل العيادة تتعارض مع الثقافة؟ - أعرف أطباء لا يجدون وقتا لتصفح الصحف. - ولكنهم يؤدون خدمة إنسانية لا تقدر بثمن. - إني أؤديها في المستشفيات على خير وجه. - ولكنك لن تكون ثروة مثل زملائك؟ - المعيشة معتدلة ولكن لا ينقصها شيء هام ... ثم إن لي ثروة من نوع آخر.

فقلت له: إني أفهمك ولكن تضحيتك جسيمة.

فقال بهدوء: كانت لحظة الحسم عسيرة، ولكني اخترت ولم أندم.

فسأله وفيق بارتياب: ألم تندم حقا؟ - لماذا أندم؟ إني أقوم بواجبي الإنساني، لا ينقصني شيء، حياتي ثرية جدا، إن يكن ثمة من يرثون لي فإني أرثي لهم أكثر، ولكن معذرة أنا لم أجئ لأتحدث عن نفسي.

ولكن وفيق قال بإصرار أدركت بواعثه: ألا توافقني على أن العمل هو هدف الإنسان الأعلى؟

فابتسم. صمت مليا. ثم قال مخاطبا ابني: إنك تستدرجني إلى حديث طويل لا يتفق مع أغراض الزيارة، فدعني إلى مناجاة والدك بعد غياب ربع قرن.

Bog aan la aqoon