113

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

فقال طالب بحماس: في سبيل العدل يهون كل شيء!

4

زلزلت نفس نوح فسلته من عزلة العبادة إلى خضم الدنيا. سمع اسمه يتردد على ألسنة العباد، سمع الحناجر وهي تهتف به، وتستنجد به على ما تعاني من جور وظلم. خيل إليه برهة أنه بعث، أنه حي، أن قد مات الموت، ولكنه سرعان ما باخ وانهزم، فأدرك أن الحي رجل آخر، لعله دجال أو مجنون أو داهية، وأنه جاء ليوكد موته هو إلى أبد الآبدين.

وقال له طالب: قم بنا إلى معسكره خارج باب الفتوح لمبايعته ...

تاقت نفسه إلى رؤيته فمضيا معا في غلس الظلام حتى انضما إلى جموع لا حصر لها، ووقفا في طابور طويل، مقدمته أمام خيمة السلطان وذيله عند مشارف الصحراء. ومثل بين يديه فوجده يماثله في الطول، ولكنه أدق في البناء، تضيء عيناه بنور قوي، وتتسم قسماته بالنبل. تطامن لتقبيل يده ثم قال: نبايعك من جديد كما بايعناك أول مرة.

فقال السلطان المبعوث: فليؤيد الله المؤمنين. - ليكن النصر على يديك. - أسبق لك أن مارست القتال؟ - كنت جنديا قبل أن أصير تاجرا. - إذن تنضم إلى قواتنا.

5

قال نوح لنفسه إن الرجل سلطان حقيقي لا شك في ذلك. وبقدر ما هو سلطان بقدر ما أنا ميت. أعدمت نفسي اتقاء الموت، واتخذ هو هوية غير هويته متحديا. ولم يعد لي من أمل في الوجود إلا تحت جناحه. هذه هي لعبة الحياة والموت التي خسرت فيها حياتي. وإنه لرجل مخلص ينطلق بكل قواه وراء العدل المفقود. ينطق وجهه بالنبل والصراحة والعزم. وإن تصدق فراستي فيه فما أهمية أن يكون السلطان الحقيقي أو لا يكون؟

ونازعته نفسه إلى الرجوع إلى عزلته ولكنه سرعان ما خجل من ضعفه فقرر أن يصير جنديا في جيش السلطان وأن يجعل من الجهاد عبادته.

6

Bog aan la aqoon