111

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

وأخرج منصور من عباءته بلطة يلمع الموت في نصلها. رمى بها تحت قدمي السلطان، وقال بحزن: كلفت بقتلك يا مولاي!

فرمقه السلطان بذهول فواصل الرجل: كان المتفق عليه أن أتوارى حتى يجثم الليل ثم أزحف نحوك لأطيح برأسك!

فاصفر وجه السلطان غضبا مثل الشعاع الغارب، وتساءل: من؟ - الملكة! - يا للشيطان! لها شركاء يا منصور؟ - القائد كرداش ... والوزير عقبة ... - يا للفظاعة، قصر من الرمال، عاصفة من الظلم تبغي اجتياح رجل كرس حياته للعدل! - إنه الطمع في أرزاق العباد يا مولاي!

استدار السلطان وهو يتمتم: لأنكلن بالمجرمين!

فقال منصور بانكسار: لن تستطيع الرجوع يا مولاي! - ماذا قلت؟ - عيونهم منتشرة، وخناجرهم مشهرة. - ما أحب العباد سلطانا كما يحبونني ... - لذلك دبروا مؤامرتهم ليزعموا بعد ذلك أنك اختفيت، فإذا رجعنا اكتشفوا خيانتي لهم فانقضوا علينا كالشياطين. - أنهزم تاركا رعيتي تحت رحمتهم؟ - اهرب ... اختف تماما عن الأعين، لقد تظاهرت بخيانتك لأنقذك، دعني أرجع لأبشرهم بقتلك ودفنك!

فاشتد امتقاع وجه السلطان وراح يقول: الملكة، الأفعى، الجباه التي تنحني وهي مثقلة بالنفاق والغدر، الألسنة التي تلهج بالثناء وهي تنقع بالسم، الجسد الذي يذعن للحب وهو يتراقص فوق موجة من الفسق المضمر، كيف جرى ذلك كله من وراء ظهري؟!

فقال منصور بأسى: ما أشد حزني يا مولاي! - دع الحزن فما أملك الآن سواه، وسوف تفجر الطبيعة في غشاوته شواظا من نار الغضب والانتقام. - اختف يا مولاي، اذهب إلى أقاصي الصعيد أو إلى بر الشام، إليك هذه الصرة من الذهب!

لبث السلطان جامدا وهو يتحول إلى شبح تحت أهداب الليل فقال منصور جزعا: لا وقت لديك، اهرب قبل أن يسعى إليك القدر.

فتأوه قائلا: أودع الحياة بلا دفاع، أتطوع للموت، أهيم مطاردا بلا رعية، تاركا ورائي رعية بلا سلطان، مفسحا المكان للمجاعة والأوبئة.

أكب منصور على يد مولاه فبللها بدمعه، ثم غاص في الظلام.

Bog aan la aqoon