Shaytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Noocyada
قال الهدهد: فخشيت أن تنقضي الرؤيا ولما أظفر من ملك الملوك بموعظة، فقلت: أيها الملك، إن بيننا لرحما مبلولة لم تيبس، وإنك لمجد هذه الأمة أولا وأخيرا، فهل نصيحة عالية نسمعها منك، وموعظة غالية نحفظها عنك؟
قال: عليكم بالإقدام؛ فإنه مفتاح الغنى، والطريق المختصر إلى العلياء، والسلاح الأمضى في معترك الأحياء، به سدت، وعليه اعتمدت فيما أسست وشدت، وإنه ليخرج أصحابه من غمار العامة إلى عليا مراتب الملوك، ومن هون الخمول إلى العز والسؤدد والذكر الجميل، ولو لم أكن ابن «سيتي» وعنه ورثت ملك الدنيا، لملكتها بالإقدام.
قلت: زدنا منعما يا مولاي.
قال: قاوموا الظالم ولا يغرنكم ما ترون من قوته وبأسه؛ فمثله كالأسد: لا يزال يفترس حتى تفترسه نهمته.
قلت: الثالثة يا مولاي ولا أزيد.
قال: احفظوا أنفسكم وضيعوا ما شئتم.
قال الهدهد: وعندئذ تثاءب النسر، فتثاءب الملك وأصحابه على أثره، فالتفت إلى الأستاذ فرأيته يغالب الكرى، وسمعته يقول كلمته المعتادة: إذا جاء الليل ذهبت الشياطين، فإذا كان أصيل الغد فالقني على «المعاهد».
وعند ذلك تبدل الزمان والمكان، فخرجت من مسك الشيطان ودخلت في صورة إنسان، وقد ضمني مبيتي بحلوان.
المحادثة العاشرة
قال الهدهد، جار الأثر، ونجي الحجر، يتطلب فيهما العبر، ويأخذ الخبر عمن غبر: ولما أصبحت أعدت أمس في يومي، كما يفعل قومي، فباشرت أشغالا لا تنفع، وأخذت بأعمال لا ترفع، وأكلت كأمسي، وشربت كالبارحة، ولقيت الوجوه المألوفة، وجلست المجالس المعتادة، وقرأت جرائد مشحونة الصفحات، أفكه ما فيها الإعلانات!
Bog aan la aqoon