فلما رأى ارتياع أصحابه قال: نعم؛ هذا عمر مقبلا، فإن يكن الله يريد به الخير والإسلام فذاك، وإن يكن غير ذلك كان قتله علينا يسيرا.
قال الرواة: وخرج النبي
صلى الله عليه وسلم
فأخذ بمجامع ثوب عمر وجذبه جذبا عنيفا، وقال: أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟! اللهم هذا عمر بن الخطاب! اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب!
فقال عمر: أشهد أنك رسول الله. فأسلم.
وأنا أروي هذه الرواية غير واثق بها كل الثقة، وإنما أراها مصورة لما كان القدماء وأصحاب النبي خاصة يعرفون من أخلاق عمر قبل إسلامه.
والشيء الذي ليس فيه شك أن عمر كان شديد العنف بالمسلمين، ولعله أن يكون قد سمع آيات من القرآن فملكت عليه نفسه واستجاب للإسلام.
ولا غرابة في عنف عمر ولا في شدته على المسلمين، فقد رأيت ما كان من غلظة أبيه الخطاب، وما كان من إيذائه زيد بن عمرو حين خالف عن دين قومه، فإذا أضفت إلى هذا أن أشد قريش بغضا للنبي وفتنة للمسلمين، وهو عمرو بن هشام الذي سماه النبي والمسلمون أبا جهل، قد كان خال عمر أو ابن خاله؛ لأن أم عمر هي حنتمة بنت هشام أخت أبي جهل، ويقال: بنت هاشم، فهي ابنة عم أبي جهل، فشدة عمر على المسلمين تأتيه مما ورث عن أبيه، ومما كان يرى خاله يفعل بالمستضعفين من المسلمين.
وجائز جدا أن يكون النبي
صلى الله عليه وسلم
Bog aan la aqoon