وحين دخلتا وأغلق دونهما الباب، ذهب إلى باب البيت ففتحه، ودخل عترس بعد أن قال لرفقة معه لم يتبين حافظ عددهم: ابقوا أنتم هنا.
وأقفل عتريس باب البيت الخارجي، وقبل أن يقعد سأله حافظ هالعا: ماذا يا عتريس؟ - لا تخف يا عم حافظ، اقعد. - هل هناك شيء؟ - أنا في بيتك، أهكذا تستقبل ضيفا في بيتك؟
وقعد الرجلان، وحافظ يشعر بقلبه يكاد يقفز من صدره، فهو وجيب قوي، وهو هلع وخوف وتوجس، وراح يلصق الكلمات بعضها ببعض، حتى قال آخر الأمر: مرحبا بك في بيتي يا عتريس. - إنها كلمة لا تزيد.
وقال حافظ في نفسه: وهل المصاب إلا كلمة لا تزيد؟ ومرة أخرى راح يلصق الكلمات بعضها ببعض: أنا تحت أمرك.
وقال عتريس في هدوء وقد سرى في صوته حنين ونعومة لم يستطع حافظ أن يتبينهما: فؤادة.
وقفز حافظ عن كرسيه: ما لها؟ - أريد أن أتزوجها .
وظل حافظ واقفا واجما فترة طويلة، حتى قال عتريس مرة أخرى: ماذا قلت؟
وظل حافظ صامتا مرة أخرى، وعاد صوت عتريس إلى خشونته الطبيعية وهو يقول: ماذا قلت يا عم حافظ؟
وراح حافظ يرتعش بالألفاظ وهو يقول: ولكن فؤادة ... فؤادة ...
وقال عتريس: ما لها فؤادة؟ - لا أظنها تقبل، لا، لا أظنها، لا أظن.
Bog aan la aqoon