Shawqi Saaxiibtinimo Afartan Sano
شوقي: صداقة أربعين سنة
Noocyada
إلا أنه أخذ علينا قولنا: «يمكن لي» في محل «يمكنني» بحجة أن هذا الفعل لا يتعدى باللام.
وفي الجواب لا نقول له: إن اللام تأتي لمجرد التوكيد ولتقوية المعنى دون العامل، كما قالوا: «ملكا أجار لمسلم ومعاهد.» وربما نستغني عن أن نقول له إن اللام تأتي للاختصاص كما في قولهم: «شكرت له» في مكان «شكرته» وكما قرأت في أحد التواريخ الكبيرة «بايعوا له» والأصل «بايعوه».
ولو شئنا لقلنا له إنه لما كانت الأفعال التي تعلقها بمفعولها ما بين الوضوح والخفاء قد تتعدى باللام كما نص على ذلك الفخر الرازي وكان يمكن اعتبار فعل «أمكن» من هذا القبيل فلا حرج في مجيئه متعديا باللام.
ولكننا نقول: إن «يمكن لي» بمعنى «يتيسر لي» وذلك من باب تضمين الفعل معنى فعل مرادف له، فإن الأفعال قد يتضمن بعضها معنى بعض، ألا ترى أنه لما قال الكوفيون بتضمين الحروف بعضها معنى بعض أنكر عليهم البصريون ذلك، وقالوا إن التضمين للأفعال لا للحروف وأولوا شربت بماء البحر بمعنى رويت، «فأمكن لي» متضمنة معنى تيسر لي أو تهيأ لي، كما أن لفظة «ممكنة» في قول عنترة: ... ... ... ...
والشاة ممكنة لمن هو مرتمي
هي بمعنى متيسرة، وبعد هذا كله فهب أن الأولى أن يقال «يمكنني» فما على الشيخ إلا أن يقيسها ببعض تجاوزاته، كقوله مثلا: «زحف عليه» بدل «زحف إليه»، وكقوله: «ينيف عن كذا» محل «ينيف على كذا»، وكقوله: «كما أشار» والواجب «كما أشار إليه» وهلم جرا.
ولكن نحب أن يخبرنا الشيخ ما معنى «الصحافة» في قوله في تلك الجملة التي اعترض بها على ما يمكن لي «غلمان الصحافة»؟ فقد لاح لنا أنه يقصد بها الكتابة في الصحف أو صنعة تحرير الجرائد كما مشى على ذلك بعض المعاصرين.
ومن كان يرد في كلامه مثل «الصحافة» بهذا المعنى، ومثل: «العالم الأدبي» فأي حق له في تخطئة «الرأي العام» وادعاء تخليص الكلام من المواضعات الجديدة.
ثم همز بنا لأجل همزة «أشكل» الواردة في الأهرام بالضم من غلط مرتب الحروف ونسي أننا لسنا نظيره في المطبعة، وأن بيننا وبينه أبحرا فلا يتيسر لنا تصحيح المسودات بذاتنا كما يتهيأ له رد المرتب ما شاء من المرات. والظاهر أن الشيخ لا يسلم بغلط الطبع إلا إذا وقع في كلامه.
وأما تهديده إيانا بالإسراع في إيراد أغلاط «آخر بني سراج» فلا مانع من أن نكون وقعنا في الغلط في ابن سراج وفي غير ابن سراج؛ لأنه ليس أحد بمعصوم من الخطأ، ولكن سبحان الذي أوقعنا ولم يستثن غيرنا، وإن شاء أسرعنا إليه من قوله بمثل ما أوعد به من قولنا.
Bog aan la aqoon