فإذا أخذ الناس بالحق اجتمعوا وإذا آثروا الباطل تفرقوا، وإذا قضوا بالعدل ائتلفوا، وإذا مالوا إلى الهوى تباغضوا.
وإن ما تسمع وترى من خصام وافتراق، وبغض وشقاق، وجدال ومراء، وتنافر وعداء، كل أولئك مما آثر الناس الباطل، ومالوا مع الهوى.
ودواء هذا الداء أن يعرف الناس الحق ويبصروا به ويرغبوا فيه حتى يحبوه فيؤثروه، وأن يعلموا العدل ويمرنوا عليه حتى يطيعوه، وأن يكشف لهم الباطل في شناعاته والجور في سيئاته، ويبين لهم كيف شقي بهما الناس وخرب بهما العمران.
فسروا للناس هاتين الآيتين بالقول والعمل:
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون .
ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله .
الخميس 25 جمادى الآخر/13 أبريل
شقاء المرأة في هذه المدنية
يحسب بعض الناس أن المرأة سعدت بهذه الحضارة التي تعيش فيها، وحليت بهذه الزينات التي تحملها. ولا أنكر أنها نالت أشياء من الحرية والمرح واللهو ، وأنها خلصت من كثير من العادات السيئة والمظالم البينة؛ ولكني أرى أنها نعمت بهذه الحضارة من وجه وشقيت من وجوه كثيرة، وحسبي في هذه الكلمة أن أعرض لوجه واحد:
كانت المرأة تملك الرجال بتصونها وحيائها، وكانت لا تكشف إلا عن وجهها، ولا يكون هذا إلا في مجامع ضيقة، وكان لها زينة يسيرة هي أن تقرب وجهها من الجمال الطبيعي بصنعة يخيل إلى الرائي أنها طبيعية.
Bog aan la aqoon