سألت بدويا في الحجاز عن نجم فقال: هو الجوزاء، وأشار إلى آخر قريب منه وقال: هذا المرزم، ثم أشار إلى الأفق الجنوبي وقال: وهذا سهيل، وأخذ يحدث عن سهيل وأوقات طلوعه وصلته بالجو وأثره في الإبل.
ينبغي ألا تقطع الحضارة الناس عن الطبيعة في سمائها وأرضها، وعن الطبيعة في أجسادهم وأنفسهم، ففي البعد عنها ضعف الأنفس والأجسام وضيق الأخيلة والأفهام.
الأحد 13 رجب/30 أبريل
من المهد إلى اللحد «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.» إن لم يكن من أحاديث النبي
صلى الله عليه وسلم
لفظا فهو من أحاديثه معنى؛ هو يلائم مقاصد الإسلام وأوامره وسننه وتاريخه. طلب العلم عند المسلمين عبادة، طلب العلم كله؛ ما تستقيم به الدنيا وما يستقيم به الدين. كذلك كانت مساجد المسلمين مدارسهم، ولم تكن مدارس للفقه والتفسير فحسب، ولكن كانت مدارس لكل ما وعى المسلمون من العلوم الشرعية والعربية والعلوم العقلية من الطب والرياضة والفلك وهلم جرا.
وقد سار المسلمون في تقديس العلم سيرتهم، وأمضوا في طلبه أعمارهم، ودعوا إلى طلبه من المهد إلى اللحد.
سئل شبيب بن شيبة: هل يحسن بالشيخ أن يتعلم؟ فقال: ما دام يحسن به أن يعيش يحسن به أن يتعلم.
وقال علي بن عيسى الولوالجي: دخلت على أبي الريحان البيروني وهو يجود بنفسه قد حشرج نفسه وضاق به صدره، فقال لي: كيف قلت يوما حساب الجدات الفاسدات (يعني ميراث الجدات لأم)؟ قلت: أفي هذه الحالة؟ قال: يا هذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أخليها وأنا جاهل بها؟
هكذا نحن معشر المسلمين دعاة إلى العلم، عباد بالتعلم والتعليم، حراص على المعرفة دائبون في طلبها، شعارنا الآية الكريمة:
Bog aan la aqoon