الجماعة السوءى
جماعة متباغضة متنافرة، متقاطعة متدابرة، تتهادى سوء الظن، وتتبادل السباب. كل واحد فيها يمدح نفسه ويذم غيره، لا يجد لنفسه عيبا، ولا لغيره محمدة. هي كما قال القرآن في أهل النار:
كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون * وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون .
لا جرم أن الأمة المتلاعنة في نار في هذه الدنيا؛ نار الشقاق والخلاف والحقد والبغضاء والنزاع والعداء وما إلى هؤلاء من قتل وإفساد.
ترى قويها يعدو على ضعيفها، وكبيرها يقسو على صغيرها، فيجزي الضعيف والصغير بالعدوان والقسوة كرها وحقدا، وكيدا في السر وإيذاء بالغيب.
وترى الشبان لا يوقرون الشيب، بل الولدان لا يبرون الوالدين وهكذا.
هذا شأنها في الرخاء، فإن نزلت بها نازلة زادتها تباغضا وتنازعا، وتراميا بالتهم وتلاعنا، ونعوذ بالله من تنازع الجماعة وتباغضها؛ إنه الشقاء والشر كل الشر، وهو العذاب الأكبر الذي تؤخذ به الأمم:
قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض .
السبت 12 ذي القعدة/26 أغسطس
ذرة من الشك
Bog aan la aqoon