ففهمت أنه يسخر منها وأنه مطلع على أسرارها ولو أجابته لسمعت من هزئه ما يؤلمها، فتحولت عنه وهي تتظاهر بالسذاجة وقالت: «لا لا أحتاج إلى شيء.»
فقال: «إذا كنت لا تحتاجين إلى شيء، فأنا أحتاج إلى أشياء.»
فالتفتت إليه لتستطلع غرضه، فإذا هو يضحك ويستخف بها، ثم قال: «إني أحتاج إلى حضرتك.»
فقطبت جبينها وبدا الغضب في وجهها وغلبت عليها الأنفة وعزة النفس وقالت: «وما هي حاجتك يا غلام؟»
قال وقد تهيب منظرها: «لا تغضبي، يا مولاتي، إني أطالب بما أمرني به حضرة الدوق.»
قالت: «وما هو؟»
قال: «أن تتأهبي للمسير في أثر هذه الحملة فننزل حيث ينزلون.»
ففهمت من صيغة الجمع في كلامه أنه سائر معها، فقالت: «وهل نسير الآن؟»
قال: «نعم هذه الساعة، وقد أعددنا لك فرسا تركبينه.»
قالت: «إني مستعدة إذ ليس عندي أثاث أحمله معي.»
Bog aan la aqoon