ويقطع الغرفة مصمما إلى الباب ذي الستار ويفتحه، وترى كلير في النور واقفة تخلع عن عنقها عقدا. يذهب إليها ويوصد الباب وراءه بعنف.)
الفصل الثاني
(المنظر غرفة كبيرة بيضاء مشوشة. يفتح بابها الخارجي على الممر والسلم، والبابان - إلى الجانبين - يؤديان إلى غرف أخرى، وعلى الجدران صور منقولة عن صور حسنة، ولكنها بغير إطار، وهي مثبتة بدبابيس صفراء، وهناك كرسي قديم ذو مساند بلون النبيذ، وهو واطئ ومريح، وموضوع في وسط الغرفة، وتحيط به كتب وحبر وأقلام وصحف كأن رجلا غارقا إلى عنقه في العمل، وإن كانت الساعة شاهدة بأن الوقت الحادية عشر فقط، وعلى مائدة صغيرة أوراق، وأعقاب سجاير، وزجاجتا خمر، وتوجد كتب كثيرة على الرفوف، وكذلك على الأرض كوم متهافت فوقه قبعة وعصا سوداء ذات قبضة سميكة.
ماليس جالس على كرسيه وهو لابس البنطلون ومعطفا للمبيت وحذاء، وذقنه غير محلوقة، وليس على رقبته بنيقة، وهو يكتب ثم يقف ويبتسم، ويشعل سيجارة، ويقرأ في ورقة ليقدر وقعها الموسيقي في أذنه.)
ماليس : «لا كلمة ولا همسة حرية من هؤلاء السادة النجب لابسي الثياب الأنيقة السوداء، لا إشارة ولا تعبيسة، لا شيء سوى الصمت الأثري لاحترامهم العميق أمام الاستبداد الظافر». (وبينما يتكلم تدخل من الممر سيدة كهلة في ثياب عتيقة، وقبعة سوداء من الخوص، وتمضي إلى دولاب وتخرج منه منشفة ومقشة، وحركاتها بطيئة وهادئة كأن الوقت فسيح أمامها، ووجهها عريض، وحاجباها كحواجب الصينيين.)
ماليس :
انتظري يا مسز ميلر.
المسز ميلر :
إني متأخرة يا سيدي. (تتقدم وتقف أمامه. ماليس يكتب.)
المسز ميلر :
Bog aan la aqoon