وهو العلمُ الأوسط، لتنَزُّهِهِ عن المادة بوجهٍ ما، الموسومُ بـ " الرياضي "، لأنهم كانوا يفتتحون به في التعاليمِ، فكان رياضةُ النفس بها أولًا.
• أو لا يمكن، كالإنسانِ مثلًا، فإنك لا تفهمه إلاَّ وتحتاجُ إلى أن تعرفَ صورتَهُ في لحمٍ وعظمٍ.
وهو العلمُ الأدنى، لاحتياجه إلى المادةِ مطلقًا، وليس يمكن أن يكونَ الشيءُ محتاجًا للمادة في الذهنِ دونَ الخارج، الموسومُ بـ " الطبيعي "، لكونه باحثًا عن الجسمِ الطبيعي.
- وأما العملية: فإنها إما:
• علم يتعلَّقُ بالانفراد، وهو علمُ الأخلاق، ويتعلَّق بكمال الشخصِ في نفسه بحسَبِ القوة العملية، لأنَّ الحكمةَ النظرية كمالٌ له في نفسه بحسب القوة العلمية.
• أو علم يتعلَّقُ بالاجتماع الخاص، وهو تدبيرُ المنزل، ويتعلَّقُ بكمالِهِ العملي أيضًا، لكن بالقياس إلى الاجتماع الخاصِّ، وبه تنتظمُ المصلحةُ التي بها يكون الازدواجُ بين زوجٍ وزوجة، ووالدٍ وولده، ومالكٍ ومملوكه.
• أو علم يتعلَّقُ بالاجتماعِ العامِّ، أعني: معرفةَ كيفيَّةِ المشاركة بين أشخاصِ الناس على العموم، وهو سياسةُ المدن، والفائدةُ، فيه: أنْ يتعاونوا بالاجتماعِ على المصالح التي بها بقاءُ نوع الإنسان، فهو أيضًا من تتمة تكميل القوة العملية.
1 / 83