Sharh Thalathat al-Usul by Khalid al-Muslih
شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح
Noocyada
تقديم الله للعلم قبل القول والعمل
ثم قال ﵀: [وقال البخاري ﵀: (بابٌ: العلم قبل القول والعمل] .
فلابد من العلم قبل العمل، وأيّ عملٍ لا يبنى على علم فهو لا يزيد صاحبه من الله إلا بعدًا؛ لأنه إحداث وابتداع وضلال.
ثمّ قال: [(والدليل - أي: على وجوب تقديم العلم على العمل - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد:١٩])] .
سئل سفيان بن عيينة ﵀ عن فضل العلم فقال: ألم ترَ كيف بدأ الله بالعلم؟ يعني: في قوله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾، فيكفي في بيان فضل العلم أن الله بدأ به قبل العمل، فالواجب على المؤمن أن يحفل بالعلم، وأن يجتهد فيه، ويبذل فيه مهجته ووقته وعمره، وألا يبخل عليه بشيء؛ لأن العلم تزكو به الأخلاق، وتصلح به الأعمال، ويرفع الله به ذكر العبد في الدنيا والآخرة، كما جاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين) .
والمراد أنه يرفع به من أقبل عليه وأخذ به حفظًا وعلمًا وعملًا وتعلمًا وتدبرًا وغير ذلك مما يكون في كتاب الله ﷿.
قال: (فبدأ بالعلم قبل القول والعمل)، وبهذا يكون الترتيب الذي ذكر المؤلف ﵀ ترتيبًا دل عليه الكتاب وقول السلف؛ لأن قوله: [وقال البخاري] هذا في موضع الاستدلال على ترتيب هذه المسائل، أما أصل هذه المسائل فقد دل عليها الدليل من سورة العصر، وأما الترتيب فإنه جاء في قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ﴾، وقول البخاري رحمه الله تعالى.
1 / 13