86

وبه أنشأت السحاب والمطر والرياح، والذي به تنزل الغيث، وتذرئ المرعى، وتحيي العظام وهى رميم، والذي به ترزق من في البر والبحر وتكلؤهم». إلى غير ذلك من الأدعية.

وبالجملة، فتعريف «الربوبية»، عبارة عن إظهار آثارها من الحقائق وأسرارها، إذ الشيء الذي لا سبيل إلى معرفة حقيقته إنما يعرف بآثاره، فاعرفن ذلك فانه من أسرار علم الربوبية وكفى بما قلنا شهادة. وفي القدسيات: «كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف» [1] إشارة إلى الأول [2] . وقوله حكاية عن الخليل عليه السلام:

أسلمت لرب العالمين [3] وقوله سبحانه: وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها [4] ، إشارة إلى الثاني [5] . والإسلام: الانقياد والإطاعة.

وبالجملة، المعنى انه تعالى خلق الثقلين لإبانة ما خفي من أسرار الربوبية واقتضى ظهور أحكامها لا ما اشتهر بين العلماء من انه خلق الخلق لأنه جواد، لأن ذلك كلام من لم يشم رائحة التحقيق؛ وكذا [6] خلقهم ليمكن فيهم انهم مطيعون منقادون هالكون ليس لهم من أنفسهم الا العدم إذ رؤيتهم هلاكهم، غاية إطاعتهم وانقيادهم كما ورد عن الأئمة الطاهرة عليهم السلام في دعاء الخميس:

« [والخلق] مطيع لك خاشع من خوفك لا يرى فيه نور الا نورك ولا يسمع فيه

Bogga 101