Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Noocyada
المعرفة إنما هي الحواس كما قيل: «من فقد حسا فقد علما» [1] وذلك لأن الأمور المحسوسة إنما هي أظلال وأمثلة للأمور العقلية كما في الخبر: «ولكل مثل [2] مثال» [3] ؛ فالسالك إلى معرفة الأمور المفارقة، إنما يصل إليها من الأمور المحسوسة، ومنها يكتسب المبادى المفارقة؛ فلا شيء من الأمور المفارقة عن المادة الا وله مثال يماثله في المادة.
يعرف ذلك من بصره الله بنور الحكمة وسلك به طريق [4] الهداية، والله عز شأنه بريء عن اتخاذ المثل في عالم الحس والخيال، أو يكون [5] له في العقل مثال، فلا له مثل فلا يعرف بالأمثال بل، هو المعروف بالآيات والموصوف بالعلامات وتبارك الله رب العالمين.
[المتجبر عنه تعالى ذليل]
ذل من تجبر عنه
قد عرفت [6] ان المتجبر هو الذي ارتفع عن الاتباع ونال درجة الاستتباع ونفدت مشيته فيما أراد وليس ذلك الا لله رب العالمين، أو لمن أذن الله له من رسله وأوليائه المكرمين؛ فكل من ادعى ذلك من غير رضى الله سبحانه فقد افترى،
Bogga 91