Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Noocyada
وأيضا، كل كائن لا بد أن يكون فاسدا وأقل ذلك فيما نحن فيه أن يكون بفساد محله.
ولبطلان الثاني، أيضا طرق، أشرفها ما أفاده عليه السلام بقوله: «فيقال هو منها باين» إذ حقيقة قولنا: «هو من ذلك الشيء باين وبعيد»، هو أن يكون ذلك في حد وهذا في حد آخر، وأن لذلك ذاتا تقابل هذا وأن هذا غير محيط بذلك، وأن هذا يعزب عن ذلك، والله سبحانه ليس في حد والأشياء في حد آخر، والله لا يفوته شيء وانه بكل شيء محيط [1] وانه لا يعزب عنه مثقال ذرة [2] وان الكل هالك عند وجهه الكريم [3] وخضعت الوجوه للحى القيوم [4] .
وأما بطلان الثالث، فبما أشار عليه السلام بقوله: «فيقال له أين» وتقريره ان كونه سبحانه خاليا من الأشياء صحيح من وجه وغير صحيح من وجه آخر:
أما الوجه الصحيح، فهو انه خال من الأشياء بمعنى انه ليست الأشياء فيه، إذ كون الشيء في الشيء حلول وهو يستلزم القبول والاستعداد [5] لا محالة ولذلك قد ورد في الأخبار: «ان الله خلو من خلقه وخلقه خلو منه» [6] .
وأما الوجه الغير الصحيح، فلأن الخلق إنما صدر عنه، ومصدر الشيء وعلته محيط بالشيء ولذا قيل في الحكمة القديمة: «مالك الأشياء هو الأشياء كلها»
Bogga 195