Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Noocyada
الله الوصول إليه.
ولا ديانة الا بعد معرفة ولا معرفة الا بإخلاص ولا إخلاص مع التشبيه
أي إن التدين [1] بدين الله لا يمكن الا بعد معرفته سبحانه، ولا تحصل المعرفة الكاملة إلا بالإخلاص في التوحيد- أي حصول التوحيد الخالص المنزه عن شوائب الشرك والتركيب والتشبيه- ولا يحصل التوحيد الخالص الا بنفي التشبيه؛ إذ التشبيه في معنى من المعاني إنما هو تشريك للغير مع الله، وهو سبحانه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء.
ولا نفي مع إثبات الصفة للتشبيه
يحتمل أن يكون «للتشبيه» متعلقا «بالنفي»، وأن يكون للتعليل ومعمول «النفي» محذوف فعلى الأول، معناه: ولا نفي للتشبيه مع اثبات الصفة وعلى الثاني، لا نفي للتشبيه مع إثبات الصفة لوجود [2] التشبيه بالصفة الثبوتية فالحكم بثبوت الصفة له سبحانه- سواء كانت عينا أو زايدة- يستلزم التشبيه؛ إذ التشبيه إنما هو في المعاني حيث يصدق طبيعة تلك الصفة على الخالق والمخلوق فصفات الله تعالى كلها راجعة إلى سلوب الأضداد والنقائض، لا انها معاني ثبوتية له إما عينية أو قائمة به. فقسمة الصفات بالثبوتية والسلبية، إنما هو باعتبار الألفاظ فقط، فإن بعضها ألفاظ ثبوتية كالعلم والقدرة وبعضها ألفاظ سلبية كليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، وإلا فالكل سلوب إما على انها مسلوب أنفسها كما في الصفات السلبية أو مسلوب نقائضها كالصفات الثبوتية.
فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه وكل ما يمكن فيه يمتنع من صانعه
Bogga 179