Sharh Talwih
شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه
Noocyada
مع القطع بأن الثاني عين الأول، وفيه نظر أما أولا فلأن التعريف لا يلزم أن يكون للاستغراق بل العهد هو الأصل، وعند تقدم المعهود لا يلزم أن تكون النكرة عينه. وأما ثانيا فلأن معنى كون الثاني عين الأول أن يكون المراد به هو المراد الأول، والجزء بالنسبة إلى الكل ليس كذلك. وأما ثالثا فلأن إعادة المعرفة نكرة مع مغايرة الثاني للأول كثير في الكلام قال الله تعالى: {ثم آتينا موسى الكتاب} إلى قوله: {وهذا كتاب أنزلناه} [الأنعام:154-155]، وقال الله تعالى: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو} [البقرة:36]، وقال تعالى: {ورفع بعضكم فوق بعض درجات} [الأنعام:165] إلى غير ذلك، واعلم أن المراد أن هذا هو الأصل عند الإطلاق، وخلو المقام عن القرائن، وإلا فقد تعاد النكرة نكرة مع عدم المغايرة كقوله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} [الزخرف:84] فهو آمن" فإن قال من شاء من عبيدي عتقه فهو حر فشاءوا عتقوا، وفيمن شئت من عبيدي عتقه فاعتقه فشاء الكل يعتق الكل عندهما عملا بكلمة العموم، ومن للبيان، وعند
"وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} [الشرح:5-6] لن يغلب عسر يسرين، والأصح أن هذا تأكيد ، وإن أقر بألف مقيد بصك مرتين يجب ألف وإن أقر به منكرا يجب ألفان عنده" أي عند أبي حنيفة رحمه الله. "إلا أن يتحد المجلس" فالأقسام العقلية أربعة ففي قوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول} [المزمل:15-16] أعيدت النكرة معرفة، وفي قوله تعالى: {إن مع العسر يسرا} [الشرح:6] أعيدت النكرة نكرة، والمعرفة معرفة، ونظير المعرفة التي تعاد نكرة غير مذكور وهو ما إذا أقر بألف مقيد بصك ثم أقر في مجلس آخر بألف منكر لا رواية لهذا، ولكن ينبغي أن يجب ألفان عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى.
"ومنها أي، وهي نكرة تعم بالصفة فإن قال أي عبيدي ضربك فهو حر فضربوه عتقوا، وإن قال أي عبيدي ضربته لا يعتق إلا واحد قالوا لأن في الأول، وصفه بالضرب فصار عاما به، وفي الثاني قطع الوصف عنه، وهذا الفرق مشكل من جهة النحو لأن في الأول، وصفه بالضاربية، وفي الثاني بالضروبية، وهنا فرق آخر، وهو أن أيا لا يتناول إلا الواحد المنكر ففي الأول" في قوله أي عبيدي ضربك فهو حر. "لما كان عتقه" أي عتق الواحد المنكر. "معلقا بضربه مع قطع النظر عن الغير" فيعتق كل واحد باعتبار
...................................................................... ..........................
[الزخرف: 84] وقوله تعالى: {وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية} [الأنعام:37] {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة} [الروم:54] يعني قوة الشباب، ومنه باب التوكيد اللفظي، وقد تعاد النكرة معرفة مع المغايرة كقوله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} إلى قوله: {أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا} [الأنعام:155-156]، وقد تعاد المعرفة معرفة مع المغايرة كقوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب} [المائدة:48]، وقد تعاد المعرفة نكرة مع عدم المغايرة كقوله تعالى: {وإلهكم إله واحد} [البقرة:163]، ومثله كثير في الكلام كقوله هذا العلم علم كذا، وكذا، ودخلت الدار فرأيت دارا كذا، وكذا، ومنه بيت الحماسة.
قوله: "فكذلك في الوجهين" يعني أن المعرفة مثل النكرة في حالتي الإعادة معرفة، والإعادة نكرة في أنها إن أعيدت معرفة كان الثاني هو الأول، وإن أعيدت نكرة كان غيره، ولما كانت عبارة المتن تحتمل عكس ذلك بأن يتوهم أن المراد أن المعرفة إذا أعيدت معرفة فالثاني غير الأول كالنكرة إذا أعيدت نكرة، وإذا أعيدت نكرة فالثاني هو الأول كالنكرة إذا أعيدت معرفة فسره في الشرح بما ذكرنا دفعا لذلك التوهم.
Bogga 103