Sharh Talcat Shams
شرح طلعة الشمس على الألفية
Noocyada
على رواية الرفع في تكل، ولا بد في حتى الابتدائية أن يكون ما قبلها سببا لما بعدها، سواء دخلت على الفعل أو على الاسم؛ لأن الاتصال اللفظي لما زال بسبب استئناف الكلام شرط فيها السببية التي هي موجبة للاتصال المعنوي، فإن السبب متصل بالمسبب معنى، حتى يكون جبرا لما فات من الاتصال اللفظي، ففي قول امرئ القيس أن سيره بهم سبب لكلال غزاتهم وعدم انقياد جيادهم بالأرسلان، وهذا هو الوجه الثالث هو المشار إليه بقول المصنف: "وقد أتت حتى للابتداء"، أما قوله: "وقد أتت لعلة"، فهو إشارة إلى وقوعها بمعنى كي، كما في قولك: أسلم حتى تدخل الجنة، أي: كي تدخلها، فدخول الجنة علة تحمل المخاطب على تجديد الإسلام، وقوله: "كالفاء" إشارة إلى أن الفاء تكون للعلة أيضا، وذلك كما تقدم صريحا في نحو قولك: جاء الشتاء فأهب، فحاصل معاني حتى أنها تكون للغاية، وهو الأصل فيها فإن جرت الاسم الصريح أو المؤول كانت جارة، وإلا فهي العاطفة، فإن خلت الجارة عن معنى الغاية؛ فهي بمعنى كي، وإن خلت العاطفة عن معنى الغاية؛ فهي بمعنى الفاء مجازا استعاريا، وإن استؤنف الكلام بعدها؛ فهي الابتدائية، وتحمل على الغاية فيما إذا احتمل صدر الكلام الامتداد، وعجزه الانتهاء إليه، نحو: { حتى يعطوا الجزية } (التوبة: 29)، فإن القتال الذي صدر به الكلام محتمل للامتداد والبقاء، وإعطاء الجزية يحتمل أن تكون غاية ينتهي إليها القتال، وتحمل على معنى كي إن صلح صدر الكلام أن يكون سببا لما بعد حتى، وكونها بمعنى كي مجاز استعاري؛ فإن جزاء الشيء ومسببه يكون مقصودا منه بمنزلة الغاية من المغيا، فيصح استعارتها لها، وتحمل على العطف المحض فيما إذا لم يحتمل ما قبلها الامتداد والسببية، فلو قال: عبدي حر إن لم أضربك حتى تصيح، فحتى هنا تحمل على الغاية؛ لأن الضرب يحتمل الامتداد بتجدد الأمثال، وصياح المضروب يصلح منتهى له، فلو ترك الضرب
قبل الصياح عتق عبده؛ لانتفاء الضرب إلى الغاية المذكورة، ولو قال: عبدي حر إن لم آتك حتى تغديني، فحتى للسببية لا للغاية؛ لأن آخر الكلام - وهو التغدية - لا يصلح لانتهاء الإتيان إليه، بل هو داع إلى الإتيان، فإن أتى بر و إلا حنث؛ لأن الإتيان هو سبب للإحسان، ولو قال: عبدي حر إن لم آتك حتى أتغد عندك، كان هذا للعطف المحض؛ لأن هذا الفعل إحسان، فلا يصلح غاية للإتيان، ولا يصلح إتيانه سببا لفعله، ولا فعله جزاء لإتيان نفسه، وإذا كان كذلك حمل على العطف المحض؛ فصار كأنه قال: إن لم آتك فأتغد عندك، فإن أتاه فتغدى معه بر و إلا حنث، والله أعلم، ثم قال:
# ذكر أسماء الظروف
للظرف في وحكمها إن أضمرت ... مع الزمان حكمها إن أظهرت
وهي مع المكان للتقييد ... مثاله في البيت أو في البيد
ومطلقا تفيده في الوقت ... كطالق يوم سعيد يأتي
Bogga 244