Sharaxa Sadduurka
شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور
Baare
عبد المجيد طعمة حلبي
Daabacaha
دار المعرفة
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1417 AH
Goobta Daabacaadda
لبنان
Noocyada
٥٥ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من طَرِيق زيد بن أسلم عَن أَبِيه قَالَ ذكرت حَدِيثا رَوَاهُ إِبْنِ عمر عَن النَّبِي ﷺ مَا حق امرىء مُسلم يبيت ثَلَاث لَيَال إِلَّا ووصيته مَكْتُوبَة عِنْد رَأسه فدعوت بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس لأكتب وصيتي وغلبني النّوم فَنمت وَلم أَكتبهَا فَبَيْنَمَا أَنا نَائِم إِذْ دخل دَاخل أَبيض الثِّيَاب حسن الْوَجْه طيب الرَّائِحَة فَقلت يَا هَذَا من أدْخلك دَاري قَالَ أدخلنيها رَبهَا قلت من أَنْت قَالَ ملك الْمَوْت فَرُعِبْت مِنْهُ فَقَالَ لَا ترعب إِنِّي لم أُؤمر بِقَبض روحك قلت فَاكْتُبْ لي إِذا بَرَاءَة من النَّار قَالَ هَات دَوَاة وقرطاسا فمددت يَدي إِلَى الدواة والقرطاس الَّذِي نمت عَنهُ وَهُوَ عِنْد رَأْسِي فناولته فَكتب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أسْتَغْفر الله أسْتَغْفر الله حَتَّى مَلأ ظهر الكاغد وبطنه ثمَّ ناولنيه وَقَالَ هَذَا براءتك رَحِمك الله وانتبهت فَزعًا ودعوت بالسراج فَنَظَرت فَإِذا القرطاس الَّذِي نمت وَهُوَ عِنْد رَأْسِي مَكْتُوب بظهره وبطنه أسْتَغْفر الله
فصل
٥٦ - قَالَ الْقُرْطُبِيّ لَا تنَافِي بَين قَوْله تَعَالَى ﴿قل يتوفاكم ملك الْمَوْت﴾ وَقَوله ﴿توفته رسلنَا﴾ وَقَوله ﴿تتوفاهم الْمَلَائِكَة﴾ وَقَوله تَعَالَى ﴿الله يتوفى الْأَنْفس﴾ لِأَن إِضَافَة التوفي إِلَى ملك الْمَوْت لِأَنَّهُ الْمُبَاشر للقبض وَإِلَى الْمَلَائِكَة الَّذين هم أعوانه لأَنهم يَأْخُذُونَ فِي جذبها من الْبدن فَهُوَ قَابض وهم معالجون وَإِلَى الله لِأَنَّهُ الْفَاعِل على الْحَقِيقَة وَقَالَ الْكَلْبِيّ يقبض ملك الْمَوْت الرّوح من الْجَسَد ثمَّ يُسَلِّمهَا إِلَى مَلَائِكَة الرَّحْمَة أَو الْعَذَاب
وَأما أختلاف صفة ملك الْمَوْت بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُؤمن وَالْكَافِر فَوَاضِح لما تقرر من أَن الْمَلَائِكَة لَهُم قدرَة التشكل بِأَيّ شكل أَرَادوا
1 / 59