161

Sharh Shicr Mutanabbi

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

Baare

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

يقول: ولما تلقاك السحاب بصوبه، واعترضك في طريقك بسكبه، تلقاه منك من يعلوه برفعته، ويزري عليه بكرم راحته، فباشر وجهًا طال ما باشر الرماح، فلم تثنه مباشرتها، وبل ثيابًا طال ما بلها الدم، ولم يعقه بللها، فكيف يهاب وقع المطر من لا يهاب وقع الرماح، ويتألم بلل الماء من لا يتألم بلل الدم؟ تَلاَكَ وَبَعْضُ الغَيْثِ يَتْبَعُ بَعْضَهُ ... مِنَ الشَّامِ يَتْلو الحَاذِقَ المُتَعَلِّمُ يقول: تلاك الغيث والبعض يتبع كله، والشكل يألف شكله، وأنت الغيث بعموم جودك، وسابغ فضلك، فقفا أثرك من الشام، يتلوك كما يتلو المتعلم الحاذق، ويقفوك كما يقفو المتأخر الأول. فَزَارَ التي زَارَتْ بِكَ الخَيلُ قَبْرَها ... وَجَشَّمَهُ الشَّوقُ الذي تجَشَّمُ التجشم: التكلف. ثم قال: فزار الغيث المتوفاة التي زارت الخيل بك قبرها؛ يريد: أم

1 / 317