14

Sharh Riyadh as-Salihin by Ibn Uthaymeen

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Daabacaha

دار الوطن للنشر

Sanadka Daabacaadda

1426 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

إذن «إنما لكل امري ما نوي» . وقوله: «إنما الأعمال بالنيات..إلخ» هذه الجملة والتي قبلها ميزان لكل عمل؛ لكنه ميزان الباطن، وقوله ص فيما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عها: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» ميزان للأعمال الظاهرة. ولهذا قال أهل العلم: «هذان الحديثان يجمعان الدين كله» حديث عمر: «إنما الأعمال بالنيات» ميزان للباطن، وحديث عائشة: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا» ميزان للظاهر. ثم ضرب النبي صلي الله عليه وسلم مثلًا يطبق هذا الحديث عليه، قال: «فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله، فهجرته إلي الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلي ما هاجر إليه»: «الهجرة»: أن ينتقل الإنسان من دار الكفر إلي دار الإسلام. مثل أن يكون رجل في أمريكا - وأمريكا دار كفر - فيسلم، ولا يتمكن من إظهار دينه هناك، فينتقل منها إلي البلاد الإسلامية، فهذه هي الهجرة. وإذا هاجر الناس، فهم يختلفون في الهجرة. الأول: منهم من يهاجر، ويدع بلده إلي الله ورسوله؛ يعني إلي شريعة

1 / 19