Sharh Riyadh as-Salihin by Ibn Uthaymeen

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
10

Sharh Riyadh as-Salihin by Ibn Uthaymeen

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Daabacaha

دار الوطن للنشر

Sanadka Daabacaadda

1426 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

القلب، وأن الله - سبحانه وتعالي - عالم بنية العبد، ربما يعمل العبد عملًا يظهر أمام الناس أنه عمل صالح، وهو عمل فاسد أفسدته النية، لأن الله - تعالي - يعلم ما في القلب، ولا يجازى الإنسان يوم القيامة إلا على ما في قلبه، لقول الله تعالي:) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ) (الطارق: ٨-١٠) يعني: يوم تختبر السرائر - القلوب - كقوله:) أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) (العاديات: ٩-١٠) . ففي الآخرة: يكون الثواب والعقاب، والعمل والاعتبار بما في القلب. أما في الدنيا: فالعبرة بما ظهر، فيعامل الناس بظواهر أحوالهم، ولكن هذه الظواهر: إن وافقت ما في البواطن، صلح ظاهره وباطنهن وسريرته وعلانيته، وإن خالفت وصار القلب منطويًا على نية فاسد، نعوذ بالله - فبما أعظم خسارته !! يعمل ويتعب ولكن لا حظ له في هذا العمل؛ كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالي: أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه» . فالله الله!! أيها الاخوة بإخلاص النية لله سبحانه وتعالي!! واعلم: أن الشيطان قد يأتيك عند إرادة عمل الخير، فيقول لك: إنك

1 / 15