شرح حديث (فناولت السواك الأصغر، فقيل لي كبر)
عن ابن عمر ﵄، أن النبي ﷺ قال: (أراني في المنام أتسوك بسواك فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر، فقيل لي: كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما)، رواه مسلم.
فالنبي ﷺ علمه ربه أن يفضل ويوقر الكبير ويقدمه على الصغير، ورأى النبي ﷺ رؤيا وفيها: أنه تسوك بسواك ﷺ، ورؤى الأنبياء وحي من الله ﷿ وكلها حق، فقد رأى أنه يتسوك بسواك فجاءه رجلان في المنام أحدهما أكبر من الآخر قال: (فناولت السواك الأصغر) أي: النبي ﷺ ناول هذا السواك الذي أمامه وهو الأصغر.
(فقيل لي: كبر) يعني: أعطِ الكبير وابدأ به.
أما إذا كان الكبير والصغير مع الشخص أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره فيعطي الذي عن اليمين قبل الذي عن اليسار، فإن كان الاثنان أمامه، فليقدم الكبير على الصغير، ولذلك جاء في الحديث: أن النبي ﷺ شرب لبنًا وكان معه خالد بن الوليد وهو كبير في السن ومعه عبد الله بن عباس وهو صغير في السن فالاثنان كانا مع النبي ﷺ في بيت ميمونة ﵂، وهي خالتهما فشرب ﷺ وبعد ذلك استأذن ابن عباس وهو عن يمينه أنه يعطي اللبن لـ خالد بن الوليد؛ لأنه أكبر منه سنًا، فقال له ابن عباس: ما كنت لأوثر بسؤرك أحدًا على نفسي).
إذًا: يقدم الكبير في الكلام وغيره، إلا أن يكون في إعطاء طعام أو شراب وكان أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال، فيعطي الذي عن اليمين قبل الذي عن الشمال.
18 / 3