108

Sharh Riyadh as-Salihin

شرح رياض الصالحين

تأديب النبي ﷺ للحسن ومنعه من فعل المحرم
عن أبي هريرة ﵁ قال: (أخذ الحسن بن علي ﵄ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله ﷺ: كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة).
كان النبي ﷺ من أشد الناس حنانًا على أهله، فقد كان ﷺ يشم الحسن والحسين ﵄ ويقول: (هما ريحانتاي من الدنيا)، صلوات الله وسلامه عليه، وكان ﷺ يمكن الحسن أو الحسين وهو ساجد أن يصعد على ظهره، كل هذا من حنانه ﷺ معهما، لكنه عندما أخذ شيئًا حرامًا لم يسكت ﵊ على ذلك، مع أن الحسن كان طفلًا صغيرًا، وعندما مد يده وأخذ تمرة واحدة من تمر الصدقة ووضعها في فمه لم يتركه يأكلها، وقال: سأدفع ثمنها، بل أمره برميها من فمه، فإذًا: يؤدب الصغير على مثل ذلك ولو بإخراج اللقمة الحرام من فمه.
يقول ﷺ: (كخْ) وفي رواية: (كخٍ).
قوله: (أما علمت أنا لا نأكل الصدقة) يعني: أن النبي ﷺ يعلم الصبي وهو صغير ويقول له: نحن لا نأكل الصدقة ولا يحل لنا ذلك، ومع أنه صبي صغير فقد أمره النبي ﷺ بالمعروف ونهاه عن المنكر، وإن كان الصبي ليس مخاطبًا بالتكليف وليس مكلفًا، ولكن النبي ﷺ يعلمه بأنه لا يجوز لك أن تأخذه حتى ولو كنت لست مكلفًا.

12 / 10