239

Sharaxa Risala Nasiha

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

والإمام نفس منفوسة بالإجماع وغيره من الأدلة، فلو علم الغيب لعلم ذلك؛ ولأنه لو علم لذاته وهو جسم؛ وجب في كل جسم أن يعلم جميع المعلومات؛ فكان يجب ذلك لنا، ومعلوم خلافه.

فإن قيل: إنا نريد بذلك أن الله -تعالى- خلقه عالما بجميع المعلومات؟

قلنا: ذلك مستحيل؛ لأنه إذا استحال علمه لذاته؛ كان لا بد من أمر لأجله علم وإلا بطل كونه عالما، وليس ذلك إلا العلم من قبل الباريء -تعالى- الذي يحله منه أين شاء، ولا يصح علمه بجميع المعلومات حتى يوجد سبحانه وتعالى فيه من العلوم ما لا يتناهى، لاستحالة تعلق العلم الواحد في الوقت الواحد على جهة التفصيل بأكثر من معلوم واحد([9])، فلو وجب مثل ذلك له وجب لنا.

وإيجاد ما لا نهاية له محال يعلم ذلك جميع العلماء؛ بل عند الكشف جميع العقلاء، وكان يلزم أن لا يخرج عن العلم ما دام موجودا، فيكون عالما في حال منامه وموته، وعالما من جميع جوانبه، وقد علمنا أن بعض أعضائه يقطع كاليد والرجل، وعلمه في الحالات على سواء، وقد علمنا أن من جوز كون الميت في حال موته، والنائم في حال منامه عالما ؛فقد أحال فيما ادعى، وقد أدى إلى هذه المحالات القول بوجوب علم الإمام بجميع المعلومات فيجب أن يكون محالا؛ لأن ما أدى إلى المحال فهو محال.

Bogga 278