Sharaxa Risala Nasiha
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
Noocyada
وأما الموضع الثاني؛ وهو أن ذلك يفيد معنى الإمامة: فلأن لفظ الولي إذا أطلق في اللغة والشرع أفاد المالك للتصرف الأبدي، إذا قيل هذا ولي اليتيم إنه يفيد المالك للتصرف عليه ، وكذلك ولي المرأة ، وقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((السلطان ولي من لا ولي له)) ، معناه المالك للتصرف فيه.
ولأنك تزيل التوهم عند الإلتباس بقولك: هذا أولى بهذا الأمر
من هذا، أي أحق به، وأملك للتصرف فيه، وولي القتيل المالك للقصاص والإبراء، وهذا ظاهر وأمثاله كثير، ونحن لا نريد بقولنا فلان إمام مطلقا ، إلا أنه المالك للتصرف على الكافة ، وأنه أولى بهم في الأمور الموكلة إليهم من أنفسهم، فثبت بذلك أن أمير المؤمنين -عليه السلام- أولى الناس بالناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وذلك يفيد معنى الإمامة، كما قدمنا، فثبت أنه الإمام بعده بلا فصل.
[بيان دلالة الإجماع على إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام]
فإن قيل: إنكم قد ذكرتم في أول كلامكم بيان إمامته -عليه السلام- بالإجماع فاخرجوا من عهدة ذلك
قلنا : أردنا بذلك الإجماع من جهة المعنى أولا وآخرا، ومن جهة اللفظ والمعنى آخرا.
كشف ذلك أنهم أجمعوا معنا في صحة إمامته -عليه السلام- بعد عثمان، وخالفناهم في صحة إمامة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، في جميع الأزمان ؛ لأن مذهبنا -كما قدمنا- أن الإمام بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بلا فصل علي بن أبي طالب، وأن إمامة الثلاثة الذين تقدموه -عليه السلام- غير صحيحة في جميع الأحوال فقد وقع الإتفاق عليه والإختلاف في غيره فكان أولى.
Bogga 235