297

Sharh Nukhbat al-Fikr by al-Khudayr

شرح نخبة الفكر

Daabacaha

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

أبو بكر الإسماعيلي الإمام وأبو الحسن الكرخي خالفا في ذلك وقالا: إنه من قبيل الموقوف لاحتمال أن يكون الآمر والناهي غير الرسول ﵊، قال ابن الصلاح: "والأول هو الصحيح؛ لأن مطلق ذلك ينصرف إلى من إليه الآمر والنهي وهو الرسول ﵊"، إذا صرح الصحابي بالآمر والناهي فقال: "أمرنا رسول الله ﷺ" لا شك أنه مرفوع صراحة، مرفوع صراحة قطعًا، لكن دلالته على الأمر والنهي هل هو مثل قوله: افعلوا، أو لا تفعلوا؟ هل قول الصحابي: "أمرنا رسول الله ﷺ" هو كتصريح النبي ﵊ بقوله: افعلوا؟ يعني هل قول عائشة: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، أو أمرنا رسول الله ﷺ أن ننزل الناس منازلهم، مثل قوله ﵊: «أنزلوا الناس منازلهم»؟ مثله وإلا لا؟ نعم، دلالته على الأمر والنهي خالف فيها داود الظاهري وبعض المتكلمين، أما الجماهير على أنه لا فرق بين أن يقول الرسول ﵊: افعلوا، أو يقول الصحابي: أمرنا رسول الله ﷺ، كلاهما من قبيل الأمر وهو دال على الوجوب، خالف في ذلك داود الظاهري وبعض المتكلمين، قالوا: لأن الصحابي قد يسمع كلام يظنه أمر وهو في الحقيقة ليس بأمر، وقد يسمع كلامًا يظنه نهيًا وهو في الحقيقة ليس بنهي، لكن هذا الكلام مردود، هذا الكلام مردود؛ لأن الصحابة -رضوان الله عليهم-، إذا لم يعرفوا مدلولات الألفاظ الشرعية، من يعرفها بعدهم؟ لا أحد يعرف إذا كان الصحابة لا يعرفون الخطاب الشرعي، إذا قال النبي ﵊: «أمرت» «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم» «نهيت عن قتل المصلين» فالآمر والناهي من؟ من؟ هو الله ﷾، فهو من قبيل الخبر الإلهي والقدسي.

9 / 21